يعاني شاب بريطاني يُدعى أوليفر ألفيس من حرمان شبه تام من النوم استمر لما يقرب من عامين، في حالة لم يتمكن الأطباء حتى الآن من تفسيرها بشكل قاطع، وتسببت له في فقدان عمله وحياته الاجتماعية وصحته النفسية والجسدية.
وفقا لما نشرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية؛ فإن أوليفر، الذي كان يعمل سابقًا كسائق قطار وحصل على رخصة طيران، وجد نفسه فجأة محاصرًا في كابوس من اليقظة المستمرة، دون أي إحساس بالنعاس أو الرغبة في النوم.
ويقول: لم يكن الأمر مجرد أرق، بل اختفاء كامل للنوم. فقدت كل شيء تقريبًا، حتى نفسي.
ومع استمرار الحالة، تدهورت حياته بشكل كامل: خسر منزله، وعمله، وانتهت علاقته العاطفية، وأصبح عاجزًا عن ممارسة حياته اليومية.
رغم محاولات متعددة للتغلب على حالته، لم تنجح أقوى أنواع المهدئات والتخدير الطبي في إدخاله في حالة نوم. يقول أوليفر: حتى بعد استخدام عقاقير التخدير التي تُستعمل في العمليات الجراحية، بقيت مستيقظًا بالكامل.
وأضاف أنه خضع لتخطيط دماغي أثناء هذه المحاولات، ولم تظهر أي إشارات على وجود نشاط نوم حقيقي.
خلال وصفه لما يمر به، قال أوليفر إنه يشعر وكأنه يعيش في "درع حديدي" لا يستطيع الخروج منه: ألم مستمر في المفاصل والعضلات، تشوش في الرؤية، فقدان التوازن وعدم القدرة على المشي بشكل طبيعي، عجز عن التواصل الاجتماعي، غياب تام لأي إحساس بالراحة أو الاسترخاء.
يقول أوليفر: لا شيء يمنحني أي متعة. لم أعد أتعرف على نفسي. وكأنني محاصر في جسدي.
البروفيسور غاي ليشزينر، استشاري اضطرابات النوم، أوضح أن ما يعانيه أوليفر قد يكون أقرب إلى ما يُعرف بـالأرق المتناقض (Paradoxical Insomnia)، وهي حالة يظن فيها المريض أنه لم ينم رغم أن أجهزة تتبع النوم تثبت وجود فترات نوم، وإن كانت خفيفة أو غير عميقة.
لكنه أضاف: إذا كان كلامه دقيقًا، ولم يحصل فعلًا على نوم حقيقي لمدة عامين، فهذه حالة طبية فريدة وغير مسبوقة.
وأشار إلى أن الحيوانات التي تُحرم تمامًا من النوم تموت خلال أيام قليلة، ما يجعل وضع أوليفر غير مفهوم علميًّا.
أوليفر يرفض تمامًا أن تكون حالته مجرد "وهم أرق"، ويصر على أن جسده لا يدخل أبدًا في حالة راحة، حتى تحت التخدير العميق. يقول: أنا أعلم جسدي. لا يوجد لحظة واحدة من فقدان الوعي. حتى تحت أقوى الأدوية، لا أشعر بالراحة ولو للحظة.
مع عجز الأطباء المحليين عن مساعدته، بدأ أوليفر في التواصل مع مراكز طبية حول العالم، وأرسل تقاريره إلى جامعات في الولايات المتحدة وأوروبا، بما في ذلك جامعة ستانفورد، حيث يدرس فريق من الباحثين حالته عن بعد.