شهدت الصين أخيرًا موجة من الجدل على وسائل التواصل الاجتماعي بعد انتشار خدمات يقدمها أشخاص يُعرفون بـ"وسطاء الأرواح"، يدّعون قدرتهم على التواصل مع أرواح الحيوانات الأليفة بعد وفاتها.
هذه الظاهرة أثارت انتقادات واسعة، خاصة مع اتهامات باستغلال مشاعر الحزن لتحقيق مكاسب مادية ضخمة.
وفقًا لتقارير إعلامية، منها صحيفة جيمو نيوز و"ساوث تشاينا مورنينغ بوست"، تقدم هذه الخدمات بأسعار تبدأ من 128 يوانًا (نحو 18 دولارًا) للإجابة على خمسة أسئلة، وتصل إلى 2,999 يوانًا (نحو 420 دولارًا) لحزمة تشمل تواصلاً غير محدود مع "روح الحيوان" على مدار ستة أشهر.
كما تُعرض خدمات تخبر أصحاب الحيوانات ما إذا كانت حيواناتهم قد "تجسّدت" في كائن جديد، بأسعار تتراوح بين 899 و1,899 يوانًا (125 إلى 260 دولارًا)، حسب الحالة.
كشفت عدة شهادات لضحايا أنهم وقعوا ضحية احتيال ممنهج، فقد دفعوا الأموال مقابل وعود بالتواصل الروحي، ليُفاجؤوا لاحقًا بحظرهم من المجموعات أو تجاهل رسائلهم.
إحدى هؤلاء تُدعى "آن ران"، فقدت كلبها العام الماضي، وبعد أن نشرت عن حزنها عبر الإنترنت، تواصلت معها امرأة تُدعى "لينغ"، ودعتها للانضمام إلى مجموعة دعم.
هناك، عُرضت عليها خدمات "روحية" مقابل مبالغ مالية. وبعد الدفع، بدأت تشكّ بأن الإجابات التي حصلت عليها كانت مأخوذة من منشوراتها الشخصية، فيما لم تتحقق أي من الوعود الأخرى مثل "التواصل عبر الأحلام".
عندما اشتكت "آن ران" من عدم تحقق ما وُعدت به، تلقت ردودًا تُحمّلها المسؤولية، مثل أن "إيمانها غير كافٍ" أو أن "مشاعرها مضطربة"، قبل أن يتم حظرها تمامًا من التواصل مع وسيطة الأرواح.
في حادثة مشابهة، قال مستخدم إن مجموعة تضم نحو 20 ضحية أنفقوا معًا ما يقارب 10 آلاف يوان (نحو 1,400 دولار) على خدمات مماثلة، مؤكدًا أن بعضهم أبلغ الشرطة بعد أن شعروا بالاحتيال.
في ظل هذه الوقائع، عبّر كثير من رواد الإنترنت عن دهشتهم من توسّع الظاهرة، محذرين من تحويل الحزن الشخصي إلى مدخل للابتزاز المالي والعاطفي، ودعوا إلى توخي الحذر وعدم الانسياق وراء وعود "روحية" قد لا تكون غير واجهة للاستغلال.