header-banner
علاقات

التجاهل أم الرفض.. أيهما يدمر العلاقة أكثر؟

علاقات
فريق التحرير
4 سبتمبر 2025,10:00 ص

تتعدد طرق انتهاء العلاقات الإنسانية، سواء كانت صداقة عابرة أو بداية قصة حب لم تكتمل.

بعض النهايات تأتي واضحة وصريحة عبر الرفض المباشر، فيما يختار آخرون أسلوب "التجاهل" أو ما يُعرف بالـ Ghosting، حيث يختفي الطرف الآخر فجأة بلا تفسير. كلا الأسلوبين يترك أثراً نفسياً سلبياً، لكن أيهما أشد وطأة على المشاعر؟

دراسة حول التجاهل والرفض في العلاقات

fb04b250-e2e4-4526-ba00-7a7a17f43e1b

حاول بحث علمي حديث نشر في دورية Computers in Human Behavior الإجابة عن هذا السؤال بطرق تجريبية دقيقة. قاد الدراسة فريق من جامعة ميلانو-بيكوكا بإيطاليا برئاسة أليسيا تلاري، حيث قام الباحثون بتجربة فريدة اعتمدت على محاكاة مواقف حقيقية بدلاً من الاعتماد على ذكريات قديمة للمشاركين.

شارك في التجربة متطوعون تواصلوا يومياً عبر الدردشة مع شخص ظنوا أنه متطوع آخر، بينما كان في الواقع أحد مساعدي الباحثين. وبعد بضعة أيام، تم تقسيم المواقف إلى ثلاثة أنماط: تجاهل كامل، رفض مباشر مع توضيح، أو استمرار طبيعي للتواصل (كمجموعة ضابطة).

النتائج: ألم مشترك لكن بتفاصيل مختلفة

كشفت النتائج أن كلاً من التجاهل والرفض أدّيا إلى انخفاض واضح في مشاعر القرب والرضا عن العلاقة، مع ارتفاع الإحساس بالاستبعاد والذنب. لكن الفارق ظهر في طبيعة استمرار الأثر:

  • الرفض المباشر سبّب صدمة وانزعاجاً، لكنه كان قصير المدى نسبياً، حيث تمكّن الأفراد من استيعابه والمضي قدماً.
  • التجاهل (Ghosting) ترك أثراً أكثر عمقاً واستمرارية، إذ بقيت مشاعر الارتباك والتساؤلات قائمة لفترة أطول، مما ولّد شعوراً بعدم الأمان وفقدان القدرة على الإغلاق النفسي.

كما شعر المشاركون في الحالتين بانخفاض ثقتهم الاجتماعية وتراجع إحساسهم بالكفاءة، إلا أن هذه المشاعر بدت أثقل عند التعرض للتجاهل.

أخبار ذات صلة

دراسة: العلاقات عبر الإنترنت أقل سعادة

دراسة: العلاقات عبر الإنترنت أقل سعادة

لماذا يُعد التجاهل أقسى؟

يرى الباحثون أن السبب يكمن في غياب "الخاتمة". فعندما يتعرّض الشخص لرفض مباشر، رغم قسوته، فإنه يحصل على تفسير واضح يسمح له بطي الصفحة. أما في حالة التجاهل، يظل الباب مفتوحاً أمام احتمالات وأسئلة بلا إجابة؛ ما يُبقي الألم حياً ويؤدي إلى توتر طويل الأمد.



تشير الدراسة إلى أن التجاهل غالباً ما يكون أسوأ من الرفض المباشر، ليس فقط لأنه يترك أثراً نفسياً سلبياً، بل لأنه يسلب الشخص حقه في الفهم والإغلاق العاطفي. وهذا ما يجعل التواصل الصريح، حتى وإن كان صعباً، خياراً أكثر إنسانية من الصمت والانقطاع المفاجئ.

أخبار ذات صلة

لا تراسليه.. دليلك لتجاوز التجاهل الصامت

لا تراسليه.. دليلك لتجاوز التجاهل الصامت

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo