في السنوات الأخيرة تغيّر شكل التعارف بشكل جذري. فبعد أن كان اللقاء يتم غالبًا في أماكن العمل أو المناسبات أو بين الأصدقاء، باتت مواقع وتطبيقات المواعدة وسيلة أساسية للبحث عن شريك. لكن هل يختلف مستقبل العلاقة إذا بدأت على الإنترنت مقارنة بالتعارف التقليدي؟
دراسة جديدة نشرت في مجلة Telematics and Informatics عام 2025، قادها فريق علمي من جامعة فروتسواف في بولندا بقيادة الباحثة مارتا كوال، حاولت الإجابة عن هذا السؤال من خلال أوسع عينة بحثية حتى الآن شملت أكثر من 6600 مشارك من 50 دولة حول العالم.
يقترح الباحثون عدة تفسيرات لانخفاض مستوى السعادة للعلاقات التي تبدأ عبر الإنترنت:
تعدد الملفات على التطبيقات قد يربك المستخدمين ويدفعهم إلى التركيز على المظهر بدلًا من الشخصية.
شيوع الكذب في بيانات العمر أو الطول أو غيرها قد يؤدي إلى بداية غير صحية.
بينما يلتقي الأشخاص في الحياة الواقعية عادة عبر نشاط أو دائرة اهتمام مشتركة، يفتقد اللقاء الافتراضي هذا الرابط الطبيعي.
تشير نتائج هذه الدراسة الواسعة إلى أن العلاقات التي تبدأ في العالم الواقعي تبدو أكثر استقرارًا وحبًّا من تلك التي تبدأ عبر الإنترنت. ومع ذلك، يؤكد الباحثون أن الأمر لا يعني أن كل علاقة عبر الإنترنت محكوم عليها بالفشل، بل إن الوعي بالتحديات الخاصة بهذا النوع من اللقاءات قد يساعد الأزواج على تجاوزها وبناء روابط أعمق وأكثر صدقًا.