هل سبق أن وجدتِ نفسكِ تتهربين من حديث صعب أو شائك مع شخصٍ ما، فقط لأن الفكرة وحدها تشعركِ بالتوتر؟
الحقيقة أن الأمر لا يعني أنكِ ضعيفة، بل لأن عقلكِ ببساطة يحاول حمايتكِ من المواقف التي قد تشعركِ بالألم أو الإحراج.
لكن، ماذا لو أن هناك طريقة لتحويل هذه اللحظات المليئة باللوم والخجل والقلق إلى فرص للتقارب والحلول وحتى القيادة سواء في حياتكِ الشخصية أم العملية؟ السر يكمن في التعاطف مع نفسك.
التعاطف مع الذات ليس دلالًا ولا استسلامًا، بل هو موقف جريء يمنحكِ القوة لمواجهة الحوارات الصعبة بدل الهروب منها، وهو الخطوة الأولى التي تساعدكِ على تهدئة مشاعركِ، ورؤية الأمور بوضوح، واختيار كلماتكِ بحكمة.
هناك ثلاث حقائق أساسية تجعلكِ تدركين أن تجنب الحوارات الصعبة ليس الحل لأن:
منذ آلاف السنين كان هدف الدماغ تجنب المخاطر وحماية البقاء، لكن المشكلة أن "البرمجة القديمة" ما زالت تتعامل مع المواقف الاجتماعية المزعجة وكأنها معارك مع نمرٍ مفترس.
لهذا، نحن نكون عادات خاطئة في مواجهة المواقف الصعبة: الهروب، أو التصعيد، أو حتى الصمت السلبي، وهنا يأتي دور التعاطف مع الذات كوسيلة للتعامل مع هذه البرمجة.
عندما تدركين أن الألم الذي تشعرين به تشارككِ فيه نساء ورجال كثر، يصبح من الأسهل أن تنظري إليه برفق بدل القسوة على نفسكِ. أبحاث عالِمة النفس كريستين نيف تظهر أن الأشخاص الذين يمارسون التعاطف مع الذات أكثر استعدادًا لطلب المساعدة والمشاركة في الحوارات حتى في أوقات الأزمات.
عندما تبنين عادات جديدة في التواصل، تستطيعين تقليل الخلافات، وبناء جسور بدلًا من الحواجز وإيجاد حلول مبتكرة. أنتِ بهذا تتحولين إلى "صانعة الروابط" و"المرأة التي تجرؤ على الحوار" وهي الصفات التي نحتاجها في البيت والعمل.
قبل أو بعد أي حديث صعب، جربي هذه الخطوات:
في النهاية، نحن لا نملك آلة زمن لتصحيح ما فات، لكننا نملك لحظتنا الحالية، حيث يمكننا أن نختار أن نكون أرحم بأنفسنا، وأجرأ في مواجهة ما نخشى، فالتعاطف مع الذات ليس رفاهية... إنه وقود شجاعتكِ.