header-banner
العلاقات الناجحة

كيف تتشاجر بـ«ذكاء» مع شريك حياتك؟ 3 طرق

علاقات
فريق التحرير
26 مايو 2025,10:00 ص

لا تخلو أي علاقة زوجية أو عاطفية مهما كانت متينة من الخلافات. لكنّ ما يميّز الأزواج السعداء عن غيرهم ليس غياب المشكلات، بل الطريقة التي يتعاملون بها معها.

يؤكّد الدكتور مارك ترافيرس، في مقالته المنشورة حديثًا على Psycology Today والتي تستند إلى أبحاث خبير العلاقات الزوجية الشهير جون غوتّمان، أن الخلاف بحدّ ذاته ليس التهديد الحقيقي للعلاقة، بل الأسلوب غير الفعّال في إدارة هذا الخلاف. 

فالنقاشات لا ينبغي أن تتحول إلى ساحات معارك، بل إلى فرص لفهم أعمق وتجديد التواصل.

كيف نتشاجر بذكاء؟

66a5046d-a1bd-4b13-875d-22ec951b2b03

إليك ثلاث استراتيجيات بسيطة لكنها فعالة لتعلّم فنّ «الاختلاف الذكي» مع من تحب.

1. البداية اللطيفة: أسلوب يغيّر مجرى الحديث

أول خطأ شائع يقع فيه الأزواج عند الحديث عن مشكلة ما؛ هو البدء بنبرة هجومية أو مليئة باللوم والانتقاد. وغالبًا ما تؤدي هذه الطريقة إلى ردود فعل دفاعية تصعّد التوتر.

يرى غوتّمان أن ما يُعرف بـ«البداية اللطيفة» هو أحد أكثر الأساليب تأثيرًا في خفض التصعيد وبناء حوار صحي. الفكرة بسيطة: ابدأ الحديث بهدوء واحترام، وعبّر عن مشاعرك بطريقة لا تتهم الطرف الآخر، بل تفتح الباب لتفاهم مشترك.

مثلًا، بدلًا من قول: «أنت لا تستمع لي أبدًا»، يمكن استخدام صيغة مثل: «أشعر أحيانًا أنني لست مسموعة، وأتمنى أن نناقش ما يشغلنا بطريقة أوضح». هذا النوع من التعبير لا يستفز، بل يُشعِر الآخر بأنك ترغب في الحل لا في الجدال.

2. ليس كل خلاف له حل.. تقبّل هذا الواقع

يعتقد الكثيرون أن العلاقة الناجحة تعني التوصّل إلى حلول لجميع الخلافات، لكن الواقع مختلف. فبحسب أبحاث غوتّمان، فإن نحو 69% من المشكلات بين الأزواج تُصنّف على أنها مزمنة، أي أنها ناتجة عن اختلافات جوهرية في الشخصية أو نمط الحياة، ولا يمكن حلّها بالكامل.

لا يعني ذلك أن العلاقة محكوم عليها بالفشل، بل إن سرّ النجاح يكمن في إدارة هذه الاختلافات باحترام ووعي.

على سبيل المثال، إذا كان أحد الطرفين اجتماعيًا والآخر يميل للعزلة، فبدلًا من محاولة تغيير أحدهما للآخر، يمكن الاتفاق على التوازن بين الأنشطة الاجتماعية وأوقات الراحة، بحيث يشعر كل طرف أنه مُراعى.

أخبار ذات صلة

قاعدة 90/10 لإنقاذ علاقتك من الخلافات

3. محاولات الإصلاح: الإيماءة التي قد تنقذ العلاقة

المشاجرات ليست الخطر الأكبر، بل تركها مفتوحة دون مصالحة حقيقية هو ما يترك أثرًا سامًا في العلاقة. لذلك، يشدّد غوتّمان على أهمية ما يسمّيه بـ«محاولات الإصلاح»، وهي أي بادرة تهدف إلى تهدئة الأجواء وإعادة التواصل.

قد تكون هذه المحاولة عبارة عن لمسة، نكتة خفيفة، اعتذار بسيط، أو حتى عبارة مثل: «لا أريد أن نستمر في هذا الشجار، هل يمكن أن نبدأ من جديد؟». الهدف منها هو تذكير الشريك بأنكما في صفّ واحد، حتى وإن اختلفتما.

لكن الأهم من هذه المبادرات هو الاستعداد لقبولها. إذا قدّم أحد الطرفين المبادرة ورفضها الآخر، فإن التوتر سيستمر. أما إذا قابلها الطرف الآخر بالتفهّم، فإنها تصبح لحظة فاصلة تعيد بناء الجسر بين القلوب.

 

العلاقات العاطفية لا تُقاس بعدد المشكلات التي تم تفاديها، بل بطريقة التعامل معها حين تقع. وبحسب ما يقوله الدكتور مارك ترافيرس، فإن الأزواج الذين يتقنون فنّ الحوار الهادئ، ويتقبّلون الاختلاف، ويقدّرون مبادرات الصلح، هم الأكثر قدرة على تجاوز العواصف العاطفية والخروج منها أكثر تماسكًا.

فالحب لا يعني غياب الخلافات، بل يعني امتلاك الأدوات الصحيحة لتجاوزها بذكاء وحنكة.

أخبار ذات صلة

إطلاق تطبيق تعارف ثوري لحل الخلافات بين الشريكين

 

footer-banner
foochia-logo