هل شعرتِ يوماً أنكِ وحدكِ من تديرين كل تفاصيل البيت؟ هل مر عليكِ يوم كان فيه العمل والطبخ والغسيل والتنظيف وحتى التفكير.. كله عليكِ وحدك؟ وهل فكرتِ يوماً أن هذا الشعور ليس مجرد تعب، بل هو مؤشر إلى خلل أعمق في العلاقة بينك وبين زوجك؟
في كثير من العلاقات الزوجية، ينظر إلى الأعمال المنزلية كأمر ثانوي، لكنها في الواقع مرآة واضحة لميزان الشراكة.
فحين تتحملين وحدكِ الأعباء اليومية، لا يكون التعب في جسدكِ فقط، بل في روحكِ أيضاً، إذ تشعرين بالضغط وبالتقصير وكأنكِ لا تؤدين دوركِ كما يجب، على الرغم من أنكِ تبذلين كل ما لديكِ وأكثر.
بحسب الخبراء، فإن المشكلة لا تكمن في كم المهام فحسب، بل في الإحساس بأن "البيت مسؤوليتي أنا"، حتى وإن كنتِ تعملين خارج المنزل تماماً مثل زوجك.
والمقلق أكثر، أن كثيراً من النساء يشعرن بالذنب إذا طالبن بالمساعدة، وكأنهن يخطئن حين يطالبن بالمساواة في هذا الأمر.
الشراكة لا تعني أن "يساعدكِ" الطرف الآخر، بل أن يرى نفسه شريكاً حقيقياً في البيت حيث يخطط وينفذ ويتحمّل المسؤولية معكِ. وما يثبت ذلك ليس الكلام، بل الأفعال.
ولأن التفاصيل أصدق من الكلام، إليكِ بعض الإشارات التي وضعها خبراء العلاقات والتي تخبركِ إن كانت العلاقة متوازنة بينك وبين زوجك:
كل إجابة من هذه الأسئلة، كفيلة بأن تكشف لكِ طبيعة التوازن في علاقتكما، وخاصة فيما يخص الأطفال.
والأجمل أن الشراكة الفعلية لا تحميكِ فقط من الإرهاق، بل تعزز شعوركِ بالأمان، وتجعل علاقتكِ أكثر دفئاً ورضاً وارتباطاً كما يؤكد الخبراء.
أحياناً، تتحول الأعمال المنزلية إلى ساحة صراع خفي، خاصة عندما يشعر أحد الطرفين بأنه يتحمل العبء الأكبر من دون تقدير من الطرف الآخر.
الخلاف لا يكون فقط حول "من يفعل ماذا"، بل يكون إحساساً بنقص الإنصاف والاحترام المتبادل.
والحل هنا لا يكمن في توزيع المهام بشكل عادل فقط، بل وفق الخبراء يكون في:
لأن التقدير البسيط قادر على تحويل "واجب مزعج" إلى فعل محبة ومرح.
تذكري أنك لستِ بحاجة لصدام لتطالبي بمشاركة زوجك في أمور المنزل أو أنكما تضعان قواعد خفيفة للأطفال للقيام ببعض الأعمال الخفيفة مثل تنظيم الألعاب، وترتيب السرير.
كل ما تحتاجينه هو لحظة صدق تعبرين فيها عما تشعرين به بوضوح وهدوء. لأن الحب لا ينمو في بيئة الإهمال، بل في المساحات التي يشعر فيها كل طرف بأنه "مرئي ومقدر".
حين يتقاسم شريككِ تفاصيل المنزل معك لا يخفف ذلك من المهام فحسب، بل إنه يرسل لكِ رسالة صامتة مفادها: "أنا شريكك.. في كل شيء". فلا تترددي في فتح هذا الحديث، لأن العدالة تبدأ من أبسط التفاصيل وربما من غسالة الصحون.