ليس بالضرورة أن يكون التدمير العاطفي علنيًا أو فاضحًا. أحيانًا، يحدث ببطء، من خلال كلمات محبطة، أو نظرات استهزاء، أو ردود فعل تقلّل من قيمة أحلامك وطموحاتك. قد تجدين نفسك تتراجعين خطوة بعد أخرى، حتى تفقدي الحماس لما كنتِ تملكينه من شغف وطموح ذات يوم.
الشريك الذي يُحبك بحق، يرى نجاحك جزءًا من نجاحه، ويدفعك إلى الأمام بثقة وفخر. أما ذاك الذي يشعر بالتهديد من أحلامك أو يسعى لاحتكارك في دائرة محدودة من الأمان الظاهري، فهو غالبًا ما يسعى –بوعي أو من دون وعي– إلى كسر أجنحتك وتثبيط طموحاتك.
فيما يلي عشر علامات دقيقة قد تشير إلى أن شريكك لا يدعم أحلامك، بل يعيقها:
حين تشاركينه فكرة مشروع جديد، أو تطورا مهنيا تطمحين إليه، ويُقابل ذلك بتعليقات ساخرة أو لا مبالية، فاعلمي أن التقليل من شغفك ليس عرضًا عابرًا، بل إشارة إلى أنه لا يأخذك أو تطلعاتك على محمل الجد.
يُلبِس بعض الشركاء إحباطهم ثوب "الواقعية"، فيقولون لك: "هذا مستحيل"، أو "أنتِ لستِ مهيأة لذلك"، بينما ما يفعلونه فعليًا هو زرع الشك في داخلك تجاه ما تستطيعين تحقيقه.
كلما حاولتِ التركيز على هدف ما، يظهر خلاف، أو تُفتَعل أزمة. هذا السلوك المتكرر قد يكون وسيلة لا واعية منه لتشتيتك عن مسارك، خصوصًا إن كان يشعر بأنك "ستبتعدين عنه" حين تنجحين.
لا ينتظر الشريك الداعم أن تطلبي المساندة، بل يبادر، يسأل، يهتم، ويقدّر. أما من لا يرى في نجاحك أولوية، فغالبًا ما يتجاهل ما يعنيك، ويُظهر عدم اكتراث تجاه خطواتك المهمة.
حين يُلمّح إلى أنك "لا تملكين ما يكفي"، أو أنك "تتعبين بسرعة"، أو يقارن بينك وبين من حققوا أكثر منك، فاعلمي أنه يحاول تقليص ثقتك بذاتك. هذه التعليقات ليست صدفة، بل وسيلة لكبحك.
إن كان يصرّ على أن تتركي عملك من أجل العلاقة، أو يضع شروطًا على وقتك وجهدك بما يتعارض مع طموحاتك، فهو لا يرى مستقبلك كأولوية. هذا النوع من الشركاء يرى نجاحك تهديدًا لاستقراره أو لنفوذه.
"هل أنتِ متأكدة أن هذا القرار مناسب؟" أو "ألا تظنين أن هذا أكبر من قدراتك؟" قد تبدو كأنها أسئلة حريصة، لكنها في حقيقتها تحمل شكًا مستمرًا في حكمك، وتُضعف ثقتك بنفسك مع الوقت.
حين يشعر بالتهديد من إنجازاتك بدلاً من أن يفرح بها، قد يحاول تقليلها أو تجاهلها تمامًا. قد لا يهنئك، أو يُظهر انزعاجًا كلما تألقتِ، وكأن نجاحك يُقلّص من شأنه.
سواء كانت فرصة سفر، أو عمل جديد، أو حتى دراسة، فإن رفضه المتكرر لكل ما يوسّع آفاقك هو مؤشر إلى أنه لا يرغب في رؤيتك تتطورين، بل يريدك كما أنتِ، في النقطة التي يشعر فيها بالسيطرة.
كلما قررتِ تخصيص وقتك لنفسك أو لمشروعك، يلمّح بأنك مهملة، أو أن العلاقة لم تعد أولوية. هذا الابتزاز العاطفي يُربكك ويجعلك تختارين التراجع بدلًا من المضيّ قدمًا.
الشريك الحقيقي لا يُطفئ نورك، بل يحميه من الرياح. إن كنتِ تشعرين أن وجود هذا الشخص في حياتك يجعلك تتراجعين بدلًا من أن تنهضي، فقد حان وقت التوقّف وإعادة التقييم.
طموحاتك ليست عبئًا، بل هويتك. ومن يحبك، لن يخشى نورك بل سيضيء معك الطريق.