ربما كل معلوماتك في السابق، كانت تشير إلى الارتباط العاطفي، على أنه شيء جيد، ولكن على ما يبدو أن هناك نوعاً قد لا يكون غير جيد، وهو الارتباط العاطفي المرضي.
هذا النوع من الارتباط يُعرف على أنه نمط من العلاقات العاطفية غير الصحية، حيث يتسم به الأفراد بتعلق مفرط وغير متوازن بالآخرين، مما يؤدي إلى صعوبات في إقامة علاقات مستقرة ومُرضية.
ويُعد فهم هذا النوع من الارتباط أمراً بالغ الأهمية لتقديم الدعم والعلاج المناسبين.
تعود معظم حالات الارتباط العاطفي المرضي إلى تجارب الطفولة المبكرة، خاصةً عندما يفتقر الطفل إلى رعاية ثابتة وآمنة من مقدمي الرعاية.
وتشمل الأسباب الشائعة:
تؤدي هذه التجارب إلى تطوير أنماط ارتباط غير آمنة، حيث يسعى الأفراد جاهدين للحصول على القبول والطمأنينة بطرق قد تكون ضارة أو غير فعّالة.
في مرحلة البلوغ، قد يظهر الارتباط العاطفي المرضي من خلال مجموعة من السلوكيات والعواطف، بما في ذلك:
قد تؤثر هذه الأعراض سلباً على جودة الحياة والعلاقات الشخصية والمهنية.
يتطلب تشخيص الارتباط العاطفي المرضي تقييماً دقيقاً من قبل متخصصين في الصحة النفسية، مع الأخذ في الاعتبار التاريخ الشخصي والعائلي، وأنماط السلوك، والتفاعلات العاطفية.
قد يُستخدم دليل التشخيص والإحصاء للاضطرابات النفسية (DSM-5) كمرجع لتحديد المعايير التشخيصية ذات الصلة.
يعتمد علاج الارتباط العاطفي المرضي على مجموعة من الأساليب النفسية التي تهدف إلى تعزيز الوعي الذاتي وتطوير استراتيجيات تأقلم صحية.
تشمل الخيارات العلاجية:
يُعد الدعم المستمر والتوجيه المهني أمراً حيوياً لتحقيق تحسّن طويل الأمد.
هناك أنواع مختلفة من الارتباط العاطفي، بعضها أكثر صحة من غيرها، كل نوع من الارتباط يخدم غرضا مختلفاً ويمكن أن يؤدي إلى نتائج مختلفة.
الارتباط الآمن هو أحد أكثر أنواع الارتباط العاطفي شيوعاً. يتطور عندما تشعر بالراحة مع شخص ما وتثق في قدرته على تلبية احتياجاتك، ويمكنك الاعتماد على بعضكما البعض جسدياً وعاطفياً.
الارتباط القلق هو نوع فرعي من الارتباط غير الآمن، يتطور عندما تكون قلقاً باستمرار من أن شريكك قد يتركك أو لن يكون هناك عندما تحتاج إليه، هذا يمكن أن يؤدي إلى التعلق المفرط والسلوكيات الاحتياجية.
الارتباط التجنبي هو نوع آخر من الارتباط غير الآمن، يتطور عندما تكون غير راغب أو غير قادر على الاقتراب من شخص ما، قد تبتعد عن شريكك عاطفياً أو جسدياً، مما قد يؤدي إلى مشاعر الرفض والوحدة.
محور موضوعنا، وهو نمط من العلاقات العاطفية غير الصحية، حيث يتسم الأفراد بتعلق مفرط وغير متوازن بالآخرين؛ مما يؤدي إلى صعوبات في إقامة علاقات مستقرة ومُرضية.
تذكر أن الارتباط العاطفي المرضي هو تحدٍ نفسي يؤثر على قدرة الأفراد في بناء علاقات صحية ومستقرة.
من خلال الفهم العميق للأسباب والأعراض، والسعي للحصول على العلاج المناسب، يمكن للأفراد تحقيق نمو شخصي وتحسين جودة حياتهم العاطفية والاجتماعية.