هل تخيلتِ يوما أن ما يهدد علاقتكِ ليس الخيانة أو الصراعات الكبيرة، بل التفاصيل الصغيرة التي تمر مرور الكرام؟
كثير من العلاقات القوية لا تنكسر بضربة قاضية، بل تتآكل بصمت مع كل كلمة قاسية وكل تجاهل بسيط وكل عادة سلبية نكررها من دون وعي.
قد تبدأ القصة بابتسامة مفقودة أو نقاش مؤجل، ثم تتحول مع الوقت إلى شعور بالبرود أو فجوة عاطفية يصعب ردمها. وفي النهاية نجد أنفسنا نسأل: كيف وصلنا إلى هنا؟
يكشف لنا علم النفس سلوكيات إن لم ننتبه لها فإنها حتما قادرة على تآكل أقوى الروابط العاطفية بمرور الوقت، وهي:
في البداية يكون الشغف طاغيا، لكن مع مرور الوقت يبدأ البريق بالخفوت. إذا لم تعد لديك الرغبة في إظهار المودة أو فقدتِ الاهتمام تماما، فهذا ناقوس خطر.
ما الحل؟ التحدث بصراحة وإعادة إحياء اللحظات الجميلة قبل أن يفقد الحب معناه.
حين يراكِ شريكك ترتكبين تصرفا يزعجه ولا يعبّر عن مشاعره، يبدأ الغضب في التراكم. الاستياء المستمر قد ينفجر فجأة ويدمر العلاقة. لذلك لا تهملي مشاعرك أو مشاعره.. الحوار المبكر أسهل بكثير من الانفجار المتأخر.
طبيعي أن يحدث نقاش حول القضايا المهمة، مثل المصاريف أو القرارات الكبرى. لكن إذا تحولتِ إلى "مفتشة" تلاحقينه على أتفه التفاصيل كترك الغطاء مرفوعا عن المرحاض! فالأمر مرهق ويهدم التفاهم. اختاري معارككِ بحكمة.
الغيرة ليست دائما دليلا على الحب، بل قد تكون انعكاسا لمخاوف داخلية كثرتها تعيق الثقة وتغلق باب التواصل، ما يحتاجه الطرف الغيور هو التوازن مثل التعبير عن القلق بطريقة صحية من دون اتهامات أو شكوك جارحة.
العلاقة الصحية تبنى على الكلام الصريح إذا لم تعودي لمشاركة شريكك أفكارك ومشاعرك بصدق، فالنتيجة فجوة عاطفية تكبر مع الوقت، حتى الانشغال بالحياة اليومية قد يبعدكما إن لم تنتبها.
التلاعب العاطفي أو تحويل اللوم هو سلوك سام يضعف ثقة الطرف الآخر بنفسه، إذا شعرتِ أن شريكك يحاول السيطرة عليكِ بهذه الطرق توقفي لتسألي نفسك: هل هذه علاقة صحية أم قيد جميل؟
أحيانا نستمر في علاقة لم تعد تمنحنا الحب لمجرد خوفنا من البقاء بمفردنا.. لكن البقاء في علاقة ميتة يسرق منكِ الوقت والطاقة، ويمنعكِ من لقاء الشخص المناسب، تذكري دائما أن التعلّق بدافع الخوف يقتل الحب بدلا من إنعاشه.
"الكذبة البيضاء" قد تبدو غير ضارة إلا أن الأكاذيب المتكررة وخاصة الكبيرة منها قد تضعف الثقة التي تعتبر أساس أي علاقة. الصدق حتى لو كان مؤلما أحيانا هو الطريق الأسرع لبناء علاقة متينة.
ضعي دائما في عقلك أن العلاقات لا تنهار فجأة بل تتآكل بصمت من خلال هذه التصرفات الصغيرة التي تبدو غير مهمة. وتذكري أن الانتباه للتفاصيل هو ما يصنع الفرق بين حب يدوم وآخر ينهار.