هل تحاولين الظهور بأنك المرأة القوية التي لا تتأثر بعد الانفصال؟ ربما تحاولين تجاهل مشاعرك بالانشغال الدائم.
ولكن هل تدركين أن بعض التصرفات والعادات التي تبدو صحيحة في حينها أو ضرورية في مرحلة ما بعد الانفصال، هي في الحقيقة مصيدة عاطفية قد تؤخر تعافيك وتبقيك عالقة في دائرة من دون فائدة.
ما هي هذه العادات؟ ولماذا نمارهسا من دون وعي؟ وكيف يمكننا التخلي عنها برفق، من دون أن نشعر أننا نفقد السيطرة على مشاعرنا؟ إليكِ الإجابات...
قد تختارين الصمت بعد الانفصال بدافع الخجل، وربما تخافين من اعترافكِ أن العلاقة انتهت، وكأن إعلان ذلك يعني نهاية الأمل، أو بداية ألم جديد. لكن العزلة المطولة قد تحرمكِ من دعم كان بإمكانه أن يخفف عنكِ الكثير.
لكن ما الحل لذلك؟ لستِ مضطرة إلى شرح التفاصيل، بل يكفي أن تخبري صديقة مقربة أو شخصاً تثقين به: أنا أمر بانفصال، ولست مستعدة للكلام بعد، لكن وجودكِ بجانبي يهمني. مجرد هذه الخطوة البسيطة تفتح لكِ باب التعاطف والدعم، وتشعركِ أنكِ لستِ وحدكِ.
التهرب من الألم لا يعني معالجته. العمل لساعات طويلة، الخروج كل مساء، أو قبول أي دعوة لمجرد الهروب من مشاعركِ، كل ذلك يبدو وكأنه خطة عبقرية للنسيان.. لكنها ليست كما تبدو.
خصصي وقتاً في يومكِ، حتى ولو ربع ساعة فقط، لما يسمّى بـ"وقت البكاء". اجلسي مع مشاعركِ، اكتبي ما تحسين به، أو حتى ابكي من دون خجل. هذا الوقت القصير يسمح لعقلكِ بالاعتراف بالألم، دون أن تغرقي فيه. التوازن بين الترفيه والتعبير عن الحزن هو مفتاح الشفاء الحقيقي.
هل تتمنين إجراء محادثة أخيرة مع الشريك السابق؟ من الطبيعي أن تريدين أو تفكرين بذلك لتضعين فيها النقاط على الحروف وتفهمين "لماذا انتهت الأمور". لكن التعلق بهذا السيناريو يؤجل شفاءكِ، ويمنح الطرف الآخر سلطة لا يستحقها.
الأفضل في هذه الحال أن تحاولي أن تصنعي "خاتمتكِ الخاصة". اكتبي رسالة لن ترسليها، تحدثي إلى نفسكِ بصوت عالٍ، أو استعرضي الأسباب التي تجعلكِ ترين أن ما حدث كان نهاية ضرورية. التوصل إلى قناعتكِ الخاصة يمنحكِ قوة لا توصف، ويعيد إليكِ السيطرة.
ربما تحاولين فهمه أو تبرير قسوته بأنه "نتاج تربية قاسية" أو "يعيش ضغوطا نفسية". لكن هذا التعاطف المبالغ فيه قد يتحول إلى تنازل عن مشاعركِ، وتطبيع لأذى لم يكن من المفترض أن تتقبليه.
بدلا من ذلك، قولي لنفسك "ربما لم يقصد إيذائي، لكنني شعرت بالخذلان".. هذا التمرين البسيط يعيد التركيز على مشاعركِ واحتياجاتكِ، بدلا من تبرير تصرفات لم تكن في محلها.
هل تسألين نفسكِ: ماذا لو قلت كذا؟ ماذا لو لم يحدث ذاك الشجار؟ تقرئين الرسائل القديمة، وتحللين كلماته مراراً وتكراراً. في البداية، يبدو الأمر وكأنه بحث عن إجابة، لكن سرعان ما يتحول إلى تعذيب ذاتي.
اسألي نفسكِ: كيف شعرت وقتها؟ هل أحسست بالإهانة؟ بالخوف؟ بالخسارة؟ هذه المشاعر تستحق أن تفهم، لا أن تنكر. فهي مفتاح نضوجكِ العاطفي، والخطوة الأولى نحو اختيار أفضل في المستقبل.
تذكري دائماً أن الانفصال لا يقاس بمدى قدرتكِ على التظاهر بالقوة، بل بمدى رحمتكِ بنفسكِ خلال هذه المرحلة. تخليكِ عن العادات الخاطئة لا يعني أنكِ ضعيفة، بل يعني أنكِ اخترتِ أن تكوني صادقة مع ذاتكِ، وأن تمنحي قلبكِ ما يستحقه من وقت ومساحة للشفاء.