في خضم الحياة اليومية وتسارعها، ننسى أحيانًا أن نرفع رؤوسنا لنتأمل إلى أين تتجه علاقتنا. هل لا تزال على الطريق ذاته الذي بدأنا فيه؟ هل تتقدّم، أم تراوح مكانها؟
الحديث عن مستقبل العلاقة ليس رفاهية، بل حاجة أساسية لكل من يرغب في علاقة طويلة الأمد، مستقرة، ومرضية للطرفين.
التفكير في السنوات العشر القادمة قد يبدو بعيدًا للبعض، ولكن في الحقيقة هو تمرين عاطفيّ بالغ الأهمية، يُسهم في تعزيز الالتزام وتوحيد الأهداف بين الشريكين.
الحُلم المشترك أحد علامات العلاقة الناضجة. تخيّل المستقبل معًا يُشكّل مساحة للتقارب، ويدفع كل طرف إلى التعبير عن رغباته وأولوياته بطريقة واضحة، من دون انتظار حدوث الأزمات أو التغيرات الكبيرة.
الحلم المشترك لا يعني التوافق التام، بل احترام اختلاف الرؤى والعمل على جسرها بمودة وتفاهم.
ابدأ من أسئلة بسيطة، لكنها مفصلية:
يمكنكم استخدام ورقة وقلَم، ورسم خط زمني تصاعدي، تضيفون فيه محطات رئيسية: من قرار الإنجاب، إلى الانتقال لمنزل جديد، أو حتى تغيير في نمط العمل والحياة.
خصصا ساعة واحدة في العام لما يُعرف في العلاج الزوجي بطريقة "غوتمن" باسم "حديث حال الاتحاد" (State of the Union). هي جلسة مراجعة حقيقية للعلاقة: ما الذي تغير؟ ما الذي نحلم به؟ هل ما زالت أهدافنا متقاربة؟
هذه المحادثة لا تهدف إلى التقييم أو اللوم، بل إلى التحديث والتقارب والتخطيط للمرحلة المقبلة.
في بعض الأحيان، يكشف هذا التمرين عن فجوات بين تطلعات الشريكين، أو حتى عن ضعف التوافق. لا بأس. فالهدف ليس فرض الرؤية، بل فتح باب النقاش حول إمكانية الالتقاء في منتصف الطريق.
من المهم ألا يُقابل حلم الطرف الآخر بالسخرية أو التقليل، حتى لو بدا غير منطقي أو بدا بعيدًا. الفكرة هي أن نفهم، لا أن نحاكم.
قبل أن تتشاركا الحلم، فليأخذ كل منكما وقتًا على حدة لصياغة رؤيته الخاصة. ماذا تريد أنت فعلًا؟ كيف تتمنى أن تكون حياتك؟ ثم قارنوا الرؤيتين، لا بهدف التطابق، بل لخلق توازن يُرضي الطرفين.
العلاقة لا تُبنى فقط على المشاعر، بل على نية واضحة، وأهداف مشتركة، وتخطيط حقيقي. ومن دون هذه العناصر، تصبح السنوات المقبلة عرضة للضياع أو التكرار.
فلتجعلوا من العام الحالي نقطة انطلاق جديدة: خريطة طريق لعقد من الحب، بعيون مفتوحة، وأحلامٍ واقعية، وقلوبٍ لا تخشى المستقبل.