في عالم يزدحم بالمواقف العصيبة والمشاعر المتقلبة، يصبح الانفصال العاطفي أداة حيوية للحفاظ على السلام الداخلي والوضوح الذهني.
ليس المقصود هنا الانفصال الكامل أو التجاهل، بل القدرة على مراقبة مشاعرنا والتحكم بها من دون أن ننجرف في دوامة الفوضى التي تحيط بنا.
الانفصال العاطفي هو فن وضع مسافة ذهنية بينك وبين المشاعر القوية أو المواقف الضاغطة، من دون أن تفقد اتصالك بالواقع أو تعاملك الإنساني مع الآخرين.
هو القدرة على مراقبة المشاعر من زاوية متزنة، تسمح لك بالتفكير بوضوح واتخاذ قرارات رشيدة بعيدا عن العواطف الملتهبة.
إليك بعض الآليات التي تساعدك على الانفصال العاطفي من الأحداث التي تثير مشاعرك بطريقة تستنزفك:
ابدأ بالتعرف على مشاعرك دون حكم أو محاولة تغييرها فورا. لاحظ ما تشعر به فقط.
استخدم تقنيات التنفس العميق لتهدئة رد فعل جسمك تجاه الموقف.
هل تساعدني هذه المشاعر في التعامل مع الموقف أم أنها تعيقني؟ هذا السؤال يفتح لك باب الاختيار بين الاستسلام للمشاعر أو السيطرة عليها.
حدث نفسك بطريقة هادئة ومطمئنة، مثل: أنا أتحكم في مشاعري، وأستطيع التعامل مع هذا.
تخيل وجود جدار شفاف بينك وبين الفوضى، يسمح لك برؤية الموقف بوضوح دون أن تتأثر سلبا.
احرص على فترات منتظمة للابتعاد عن مصادر التوتر، حتى لو فترة قصيرة.
من المهم أن نوضح أن الانفصال العاطفي ليس تجاهلا أو قطيعة مع المشاعر، بل هو وضعها في مكانها الصحيح، حتى لا تتحكم هي فينا. يمكننا أن نكون متعاطفين مع أنفسنا والآخرين مع الحفاظ على توازننا الداخلي.