في أعماق كل أم وأب، رغبة طبيعية في أن يكون طفلهم محبوبًا، ناجحًا، "كما يجب أن يكون".
لكن متى تحوّلت هذه الرغبة الفطرية إلى قلق دائم بشأن "ماذا سيقول الناس؟".
ولماذا أصبح تقييمنا لأبنائنا "دون أن نشعر" يدور حول نظرة المجتمع أكثر من حقيقتهم؟.
حين نُربّي لأجل الانطباع
نُصحح مشية الطفل في الأماكن العامة، نُحرجه لأنه لم يردّ التحية بشكل "لائق"، نُسرع لتبرير سلوكه كي لا يُساء فهمنا كأهل. كل هذا لا علاقة له بالطفل، بل بما نعتقد أن الآخرين يتوقعونه منا.
عندما نُربّي بناءً على "كيف سيبدو الأمر من الخارج؟"، نُحمّل الطفل عبء الصورة، بدلًا من فهم التجربة. وقد ينشأ الطفل وهو يربط قيمته بمقدار إعجاب الناس به، لا بحقيقته الذاتية.
مظاهر تقييم الأبناء بعيون المجتمع
- المبالغة في توجيه الطفل في الأماكن العامة.
- المقارنة المتكررة بأبناء الآخرين: "شوف ابن عمك كيف مؤدب!".
- الاهتمام بالمظاهر أكثر من العلاقات: "احفظ القصيدة أمام الضيوف!".
- لوم الطفل حين يُظهر مشاعر طبيعية: "لا تبكِ، عيب!".
- إخفاء التحديات التي يواجهها الطفل خوفًا من الأحكام.
النتائج النفسية على الطفل
- قلق مزمن من الفشل أو الخطأ.
- سعي دائم لنيل رضا الآخرين.
- تشوّش الهوية: من أنا فعلًا؟.
- إخفاء المشاعر أو التصرفات الحقيقية خوفًا من الرفض.
- نشوء علاقة مشروطة مع الأهل: "يحبونني فقط حين أبدو جيدًا".
كيف نحرر أنفسنا وأبناءنا؟
- اعرفي من أين يأتي هذا الصوت الداخلي: هل تحكمين على طفلك لأنك تخافين من أحكام أهلك؟ جيرانك؟.
- استبدلي سؤال: "ماذا سيقول الناس؟" بـ: "ما الذي يحتاجه طفلي الآن؟".
- افسحي له مساحة للخطأ: الطفل لا يحتاج أن يكون "مثاليًا"، بل أن يكون مفهومًا.
- امدحي القيم لا المظاهر: بدلًا من "أحسنت لأنهم أعجبوا بك"، قولي: "أحببت لطفك عندما ساعدت صديقك".
- افصلي بين السلوك والانتماء: طفلك ليس بطاقة تعريف لك أمام الآخرين، بل كيان مستقل ينمو.
أبناؤنا لم يوجدوا ليُرضوا العالم. وُجدوا ليكتشفوا أنفسهم، وليكونوا على طبيعتهم. عندما ننظر إليهم بعيون المجتمع، نفقد رؤيتهم الحقيقية. وعندما نراهم كما هم، نمنحهم أعظم هدية: الانتماء غير المشروط.
