header-banner
طفل يضرب

ماذا تفعلين إذا ضربك ابنك؟ بين الصدمة والاستجابة الواعية

أمومة
إيمان بونقطة
20 مايو 2025,8:00 ص

قد تكون واحدة من أصعب اللحظات في تجربة الأمومة أن تتعرضي للضرب من طفلك. شعور مختلط بين الذهول، الألم، الغضب، وربما الخوف من المستقبل.

ماذا يعني أن يرفع ابنك يده عليك؟ هل هذا تعبير عن خلل تربوي؟ هل هو مؤشر لمشكلة نفسية؟ وهل يعني أنك فقدت السيطرة على سلوكه؟

في الحقيقة، سلوك الضرب من الطفل لا يحدث فجأة، وغالبا لا يكون نابعا من نية إيذاء حقيقية، بل هو تعبير جسدي عن مشاعر لا يعرف كيف يديرها أو يعبّر عنها بالكلمات.

كيف تتصرفين إذا ضربك طفلك؟

02cb2776-cd8d-4d0e-8721-1db2be81ebe1

هنا يأتي دورك، لا كضحية، بل كراشدة تمسك بزمام الموقف، وتحوّل لحظة الانفجار إلى فرصة للفهم والتقويم.

أولًا: افصلي بين السلوك والشخص

حين يضربك طفلك، من الطبيعي أن تشعري بالإهانة، لكن من المهم أن تتذكري أن طفلك لا "يكرهك" ولا "يتعمّد" إهانتك، بل هو يستخدم الوسيلة الوحيدة التي يعرفها للتعبير عن غضبه أو إحباطه. السلوك غير مقبول، نعم، لكن طفلك ما زال يستحق الحب، الدعم، والتوجيه.

ثانيا: استجابة فورية ولكن غير عنيفة

لا تردّي بالضرب، ولا بالصراخ. هذه الاستجابات ترسّخ نموذجا خاطئا بأن العنف مقبول إذا جاء من الأقوى. بدلا من ذلك:

  • خذي نفسا عميقا، وابتعدي قليلا عنه إن لزم الأمر.
  • انظري إليه بثبات وهدوء، وعبّري بوضوح: "أنا لن أسمح لك أن تضربني. هذا مؤلم وغير مقبول."
  • ضعي حدودا واضحة: "إذا شعرت بالغضب، يمكن أن تخبرني أو تبتعد قليلا، لكن لا يجوز الضرب أبدا."

ثالثًا: افهمي السبب خلف السلوك

سلوك الطفل العنيف لا يحدث بمعزل عن السياق. اسألي نفسك:

  • هل يمر بفترة ضغط نفسي أو توتر؟
  • هل يقلّد سلوكا شاهده في محيطه أو على الشاشات؟
  • هل يعاني من صعوبات في التعبير عن مشاعره؟
  • هل يتلقى الكثير من الأوامر والقليل من الإصغاء؟

غالبا ما يكون الضرب وسيلة تعبيرية بدائية عن مشاعر مكبوتة، مثل الغيرة، الإحباط، أو حتى الحاجة للانتباه.

أخبار ذات صلة

الأمومة الصامتة.. ماذا يحدث عندما لا تستطيع الأم التعبير بالكلام؟

رابعًا: درّبيه على بدائل التعبير

في سن الطفولة، يحتاج الطفل إلى التعلّم لا العقاب فقط.

  • علّميه مفردات المشاعر: غاضب، حزين، محبط، متضايق...
  • درّبيه على طرق التفريغ غير المؤذية: الرسم، الضغط على كرة مطاطية، أو حتى التحدث إلى دمية.
  • شاركيه تمارين التنفّس أو العد التنازلي لتهدئة الغضب.

خامسًا: راجعي بيئة البيت

الأطفال لا يتعلّمون فقط مما نقوله، بل مما يرونه ويعيشونه.

  • هل يسود في البيت توتر دائم أو مشاحنات لفظية؟
  • هل يُستخدم العقاب الجسدي كوسيلة للتأديب؟
  • هل يشاهد الطفل محتوى عنيفا على التلفاز أو الهاتف؟

كل هذه العوامل تسهم في تطبيع السلوك العنيف لديه.

سادسا: متى تطلبين المساعدة؟

إذا تكرر السلوك بشكل مفرط، أو صاحبته مشكلات أخرى مثل الكوابيس، التبول اللاإرادي، أو نوبات غضب شديدة، فقد يكون من المفيد استشارة أخصائي نفسي للأطفال. التدخّل المبكر يساعد على ضبط السلوك قبل أن يتجذّر ويتحول إلى نمط دائم.

 

أن تقولي "لا" لطفلك لا يعني أنك قاسية، وأن تضعي له حدودا لا يعني أنك فقدت حنانك. التربية الواعية تقوم على التوازن بين الحزم والتعاطف، بين الاستجابة الفورية والفهم العميق. حين يضربك طفلك، لا تجعلي الموقف نهاية العلاقة، بل اجعليه نقطة تحوّل نحو تربية أكثر وعيا، وطفل أكثر قدرة على فهم ذاته وضبطها.

أخبار ذات صلة

عندما تصبح الأمومة رحلة شفاء

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo