header-banner
أمومة

ماذا تفعلين إذا بدأت الدورة الشهرية لدى ابنتك مبكرًا؟ نصائح للأمهات

أمومة
إيمان بونقطة
22 مايو 2025,8:23 ص

لا شيء يربك قلب الأم أكثر من أن ترى صغيرتها تتقدّم خطوة نحو عالم النساء قبل أوانها. لحظة مربكة، لا تشبه أي لحظة أمومة أخرى. فتاة في الثامنة أو التاسعة، بالكاد خرجت من ألعاب الطفولة، تفاجأ بتغيّر جسدي لم تفهمه بعد، ولم تستعد له نفسيًا أو وجدانيًا. دماء لا تعرف سببها، وخوف لا تملك له اسمًا.

في تلك اللحظة، تكون الأم أمام خيارين: إما أن تشارك ابنتها الارتباك والصمت والتوتر، أو أن تكون لها الحضن الأول، والصوت الأكثر طمأنينة، والدليل الذي يرافقها دون ضجيج.

يُعد بدء الدورة الشهرية محطة مفصلية في حياة الفتاة، لكنها لا تعني فقط تحوّلاً جسديًا، بل بداية لمرحلة تحتاج فيها إلى من يمنحها الفهم، والطمأنينة، والإجابات دون خجل أو تكلّف.

والواقع أن كثيرًا من الفتيات يبدأن هذه المرحلة دون إعداد مسبق، إما لأن الأم لم تتوقع أن تأتي الدورة بهذه السرعة، أو لأنها لم تجد التوقيت أو اللغة المناسبة للشرح.

متى تُعد الدورة الشهرية "مبكرة"؟

eed73a12-dae4-4134-a0d3-24c895dae99c

يُعتبر سن بدء الحيض الطبيعي بين 10 إلى 14 عامًا، لكن بعض الفتيات قد يبدأن في عمر 8 أو 9، وهو ما يُعرف بالدورة المبكرة. أحيانًا لا تكون هذه البداية مصحوبة بأي وعي أو استعداد؛ ما يسبب للفتاة خوفًا وارتباكًا شديدين.

فقد تفاجأ الأم أيضًا ببدء الدورة الشهرية لدى ابنتها في سن مبكرة، قبل أن تكون الفتاة مستعدة نفسيًا أو حتى مدركة لما يحدث. في هذه الحالة، تقع على الأم مسؤولية مزدوجة: احتواء الصدمة، وخلق مساحة من الطمأنينة والثقة تساعد الطفلة على عبور هذه المرحلة بأمان نفسي وجسدي.

كيف تتعاملين مع قدوم الدورة الشهرية المفاجئ لابنتك دون تمهيد مسبق؟

أخبريها أولًا أن ما حدث طبيعي، وقولي لها بهدوء: "جسمك يكبر، وهذا جزء من النمو الطبيعي لكل فتاة".

المهم أن تكون أول رسالة تسمعها منك هي أن ما تمرّ به ليس أمرًا مخيفًا أو معيبًا.

تجنّبي التهويل أو التبسيط الزائد

لا تقولي: "الموضوع ليس مهم، كلنا مررنا بهذا الشيء"، ولا تقولي: "يجب أن تتصرفي الآن كأنك بالغة".

كوني وسطية، داعمة، ومتفهّمة لمشاعرها المتناقضة. واشرحي لها ببساطة ما هي الدورة الشهرية. لا تنسي أن تجعلي الشرح بسيطًا ومتناسبًا مع عمرها.

علّميها ما تحتاجه الآن فقط

في البداية، يكفي أن تتعلم كيفية استخدام الفوطة الصحية، طريقة التخلص منها، وأهمية النظافة الشخصية، دون التطرق فورًا إلى تفاصيل الدورة الشهرية الكاملة أو الصحة الإنجابية، إلا إذا سألت.

طَمئنيها أنها ليست وحدها

شاركيها أنك أيضًا مررتِ بهذه المرحلة، واطمئني إلى أن تكوني مرجعها الأول.

أخبار ذات صلة

الدورة الشهرية الأولى للمراهِقة.. ما هو دور الأم؟

موعد تهيئة ابنتك للدورة الشهرية:

يفضّل البدء بالحديث عن الدورة الشهرية بشكل مبسط في عمر 8 أو 9 سنوات، حتى لو لم تظهر أي علامات للبلوغ بعد. هذا الحديث لا يجب أن يكون "محاضرة"، بل ضمن أحاديث يومية طبيعية:

  • أثناء التسوق: "هذه الفوط الصحية خاصة بالدورة، عندما تكبرين قليلا سوف تحتاجينها".

  • عند الحديث عن الجسم: "جسم البنت يتغير شيئًا فشيئًا، وهناك أمور سوف يصبح وجودها مكرر مثل الدورة الشهرية".

  • عند الاستحمام أو تبديل الملابس: يمكنك الحديث عن الخصوصية وأهمية العناية بالجسم.

أخبار ذات صلة

علاقة الاكتئاب بزيادة آلام الدورة الشهرية

كيف تجهزينها نفسيًا وجسديًا قبل الدورة؟

إليك بعض الخطوات الهامة التي عليك معرفتها للتعامل الصحيح مع ابنتك عندما يتعلق الأمر بالدورة الشهرية:

كوني مصدر معلوماتها الأساسي

لا تدعي المدرسة أو الصديقات يكنّ أول من يخبرها، فقد تحصل على معلومات مشوّهة أو مخيفة.

استخدمي كتبًا أو فيديوهات علمية مخصصة للأطفال.

هناك مواد بصرية مبسطة تساعدك على إيصال الفكرة بلغة مفهومة ومرئية، وتخفف من الإحراج.

علّميها الاستقلالية منذ وقت مبكر

مثلًا، كيف تعتني بنظافتها الشخصية، كيف تطلب المساعدة إذا احتاجت، وكيف تعبر عن عدم الراحة.

حضّري لها "حقيبة الطوارئ"

ضعي فيها فوطًا صحية، سروالًا داخليًا احتياطيًا، ومناديل، ويمكن أن تحتفظ بها في حقيبتها المدرسية، دون إحراج.

cebbb27d-5e85-4a60-a008-3205e5bcb1f7

أخبريها أن الدورة لا تعني أنها "كبرت فجأة"

بعض الأمهات يربطن بين الدورة والنضج أو القيود، كأن تُمنع البنت من اللعب أو الخروج. هذا يعزّز الشعور بالذنب أو الخوف من النمو. على العكس، طمئنيها أن جسمها فقط هو من يتغير، أما هي، فتبقى طفلتك المحبوبة.

احذري هذه الأخطاء

  • السكوت أو التجاهل: التجاهل يخلق شعورًا بالخزي، كأن الدورة شيء "عيب".

  • التهويل وربط الدورة بالممنوعات: لا تجعلي الدورة بوابة للخوف من البلوغ أو الحياة الجنسية.

  • السخرية أو التلميحات الساخرة: أي تعليق سلبي قد يظل محفورًا في ذاكرتها طويلًا.

الدورة الشهرية ليست حدثًا بيولوجيًا فقط، بل لحظة تحوّل نفسي في حياة الفتاة. وكلما كانت الأم حاضرة ومتفهّمة، تحوّلت هذه التجربة من صدمة إلى لحظة نضج حقيقية.

ابدئي الحديث مبكرًا، وكوني دائمًا الملاذ الآمن الذي تلجأ إليه ابنتك كلما احتاجت أن تفهم، أو تبكي، أو تسأل.

footer-banner
foochia-logo