منذ أن استطاع الذكاء الاصطناعي فرض نفسه في مجالات كثيرة من ضمنها التعليم، لا يزال ذلك يشكل جدلا كبيرا في الأوساط التعليمية.
إذ يرى البعض أن الذكاء فيه أداة قوية لتطوير العملية التعليمية، بينما يحذر آخرون من مخاطر الاعتماد المفرط عليه.
ومن جهة، يمكن للذكاء أن يقدم دعما كبيرا للطلاب في فهم المواد الدراسية وتقديم ملاحظات مخصصة، كما يمكن أن يساعد المعلمين في أداء بعض المهام الروتينية.
ومن جهة أخرى، تثار مخاوف بشأن إمكانية استخدامه للغش، وتأثيره على مهارات التفكير النقدي لدى الطلاب، فضلاً عن دقة المعلومات التي يقدمها.
مؤخرا تناولت مجلة الإيكونوميست المختصة بالاقتصاد والتطوّر مقالا حول هذا الموضوع سلطت الضوء على إيجابيات وسلبيات استخدام الذكاء الاصطناعي في المدارس.
ووفقا لمجلة الإيكونوميست، كانت هناك تجارب في تركيا وهولندا أظهرت أن بعض الطلاب أصبحوا يعتمدون بشكل كبير على نماذج اللغة الكبيرة في تعلم البرمجة والرياضيات.
وعندما تم إزالة هذه الأدوات، كان أداؤهم أسوأ من زملائهم الذين لم يستخدموها قط. هذا يشير إلى خطر فقدان الطلاب القدرة على التعلم وحل المشكلات بشكل مستقل إذا اعتمدوا بشكل كامل على الذكاء للحصول على الإجابات أو المساعدة.
وأضاف المقال، أن في الدول المتقدمة، لم تثبت بعد أدوات الذكاء الاصطناعي والتعلم الإلكتروني أنها أفضل من الطرق التقليدية في التعليم.
فبرامج الدردشة الآلية قد تخطئ في العمليات الحسابية أو تقدم معلومات غير صحيحة. حتى في المدارس الخاصة والتجريبية التي تعتمد على التكنولوجيا.
هناك إيجابيات مذهلة للذكاء الاصطناعي في التعليم:
فرصة حقيقية في الدول الفقيرة لسد نقص المعلمين وتحسين جودة التعليم، ففي الدول ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث الفصول مكتظة والمعلمون قليلون، يمكن أن تكون أدوات التعليم منخفضة التكلفة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي فرصة حقيقية.
فحسب المقال، يعاني الكثير من الأطفال في هذه الدول من صعوبة في القراءة والكتابة، وتشير دراسة للبنك الدولي في نيجيريا إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يقدم حلا جزئيا لهذه المشكلة.
دراسة في نيجيريا استخدمت برنامج Microsoft Copilot لدعم طلاب المرحلة الثانوية في تحسين مهاراتهم في اللغة الإنجليزية لمدة ستة أسابيع.
وأظهرت النتائج بحسب مجلة الإيكونوميست، أن الطلاب الذين استخدموا الذكاء الاصطناعي حققوا تقدما يعادل عامين دراسيين من تعليمهم المعتاد، وكانت درجاتهم في الاختبارات أعلى 10% من المجموعة الأخرى، حتى في الاختبارات التي لم تغطها مادة البرنامج.
تشير الأدلة كما توضح مجلة الإيكونوميست إلى أن الثقة الكبيرة في الذكاء الاصطناعي في المدارس يجب أن تكون حذرة ومشروطة؛ لأن هناك مخاوف جدية بشأن إمكانية الاعتماد المفرط عليه وتأثيره على جودة التعليم.