حذر علماء الفضاء من أن الأرض على موعد مع واحدة من أقوى العواصف المغناطيسية التي يشهدها الكوكب منذ ثلاثة أشهر، نتيجة نشاط شمسي غير مسبوق.
وأكد مختبر علم الفلك الشمسي التابع لمعهد أبحاث الفضاء (IKI) بالأكاديمية الروسية للعلوم أن المجال المغناطيسي الأرضي سيشهد تدهورًا ملحوظًا خلال عطلة نهاية الأسبوع، مع احتمالية تشكل عواصف من المستويين الثاني والثالث على المقياس العلمي المعتمد (من خمس درجات).
ثقب شمسي ضخم يوجه ضرباته للأرض
أوضح تقرير نشرته "ريا نوفوستي" الروسية أن السبب الرئيس وراء هذه الظاهرة هو ظهور ثقب إكليلي استوائي هائل على سطح الشمس، تم رصده في 11 سبتمبر عندما وصل إلى مركز القرص الشمسي المرئي.
ووفقًا للعلماء، فإن الرياح الشمسية عالية السرعة المتدفقة من هذا الثقب تتجه مباشرة نحو الأرض، ومن المتوقع أن تصل إلى مدارها في المدة بين 13 و14 سبتمبر، ما سيؤدي إلى اضطراب قوي في المجال المغناطيسي.
وأشار المختبر إلى أن شهر سبتمبر الجاري شهد نشاطًا جيومغناطيسيًا مرتفعًا بشكل غير معتاد، إذ سُجلت ثلاث عواصف مغناطيسية خلال الأيام العشرة الأولى فقط (2 و6 و10 سبتمبر)، في حين لم يشهد شهر أغسطس الماضي سوى عاصفة واحدة ليلة 9 أغسطس.
إشارات متناقضة من الشمس
ورغم حدة الظاهرة، لفت العلماء إلى أن الصورة الكاملة للنشاط الشمسي لا تزال غير واضحة، إذ تُظهر الشمس إشارات متناقضة؛ ففي الوقت الذي تشهد فيه انبعاثات قوية من الثقوب الإكليلية، تراجع نشاط التوهجات الشمسية خلال الأيام الأخيرة، وهو ما قد يكون مجرد انقطاع مؤقت لا يعكس الاتجاه العام لنشاطها.
ومن المقرر أن يُصدر المختبر، يوم الجمعة، أول توقعات دقيقة حول توقيت وشدة العواصف المغناطيسية المرتقبة، تتضمن تحديثات خاصة بنمذجة سرعة وكثافة الرياح الشمسية وتأثيرها في الأرض.
