رغم الانزعاج الذي يسببه لنا المنبه كل صباح عند الاستيقاظ من النوم، لكنه من الأشياء التي يتعذر على كثيرين تجنبها، على الأقل في أيام دوام العمل، التي تقترن دائما بمواعيد ثابتة ومحددة.
لكن المشكلة الأكبر التي يقابلها البعض هي استيقاظهم من تلقاء أنفسهم قبل أن يدق جرس المنبه في موعده المقرر، وهو ما يثير الانزعاج بشكل أكبر نظرا لعدم إكمال فترة النوم كما كان مفترضا.
وأوضح الباحثون أن السبب الأبرز للاستيقاظ من النوم قبل أن يرن المنبه هو سلوك الجسم والدماغ المكتسب، فمثلا لو أنك تعودت على الانتظام في النوم وصرت تحصلين على عدد ساعات نوم يتراوح ما بين 7 ل 9 ساعات، فوارد أن جسمك صار متأقلما ومتكيفا على نمط ثابت وعلى توقيت الاستيقاظ بشكل تلقائي دون الحاجة للانتظار إلى المنبه أو إلى وقت الرن المقرر.
وتابع الباحثون بقولهم إن العامل الذي يتحكم في ذلك الأمر هي البروتينات التي تعرف ب "بروتينات PER" ومهمتها تنظيم الإيقاع اليومي للجسم. والفكرة هي أن تلك البروتينات تتزايد وتتناقص على مدار اليوم، حيث تخبر الجسم بموعد النهوض من السرير وكذلك تخبره بموعد الاستيقاظ.
وتبدأ عادة تلك البروتينات في التزايد خلال الصباح، وتظل مرتفعة طوال اليوم، ثم تتراجع بحلول الليل، وتقترن بانخفاض مستويات ضغط الدم، تباطؤ معدل نبض القلب وتراجع نشاط الدماغ.
وحين يكون جدول النوم ثابتا، فإن بروتينات النوم والاستيقاظ هذه عادة ما تقوم بتعديل نفسها بشكل طبيعي لتتوقع وقت النوم ووقت الاستيقاظ، بحسب ما أوضحه باحثون متخصصون بهذا الصدد.
أخبار ذات صلة
دور الكورتيزول
وجد باحثون في دراسة أجريت عام 1999 أن الجسم يتفاعل أيضا بناء على الوقت الذي نتصور أننا سنستيقظ فيه صباح اليوم التالي، وهي الدراسة التي أجريت على 15 فردا تتراوح أعمارهم ما بين 20 و30 عاما.
ومن مراقبة الباحثين لذلك الهرمون الذي يعرف اختصارا ب ACTH – والذي يبلغ ذروته قبل الاستيقاظ ويؤدي لإفراز الكورتيزول – تبين لهم أنه في الليلة التي كان من المتوقع أن يستيقظ فيها المشاركون عند ال 6 صباحا، بدأ يتزايد الهرمون عند حوالي ال 4.30 صباحا.
وفي يوم الاستيقاظ المفاجئ، لم يرتفع الهرمون إلا بعد أن استيقظ الأشخاص.
وخلصت الدراسة إلى حقيقة دامغة وهي أن بمقدور الدماغ أثناء النوم أن يتتبع الوقت حين يُفتَرَض أن نستيقظ ونتصرف بناء على ذلك؛ لذا إن ذهبت للنوم وأنت تتوقعين أنك ستستيقظين في وقت محدد، فإنك قد تضبطين بذلك جهاز تنبيهك الداخلي لإيقاظك في ذلك الوقت.
الأفضل الاستماع لساعة الجسم البيولوجية
لو أنك تحافظين على جدول نوم صحي وتحصلين على عدد ساعات النوم الموصى بها، فإن الاستيقاظ قبل رن المنبه مباشرة قد يعني حصول جسمك على مقدار النوم الذي سيحتاجه خلال الليل.
كما أن ضغطك على زر الغفوة بشكل متكرر سيؤدي فقط للإضرار بحالة اليقظة الجديدة التي كنتِ فيها عندما استيقظت لأول مرة. والأفضل لك أن تنهضي من السرير وتباشري روتينك الصباحي.
ولك أن تعلمي أن "النوم المتقطع" سيجعلك تشعرين بمزيد من التعب والإرهاق.
أما لو كنت تعانين من قلة النوم بشكل مستمر، أرق أو أي اضطرابات أخرى مرتبطة بالنوم، أو تستيقظين متعبة كل صباح رغم عدد الساعات التي تنامينها، فربما عليك الرجوع إلى طبيب مختص.
