header-banner
علاج السمنة

الجراحة و الحقن.. أيهما الأفضل للتخلص من السُّمنة؟

صحة ورشاقة
فريق التحرير
18 يونيو 2025,6:00 ص

لم تعد السمنة مجرد مشكلة تتعلق بزيادة الوزن، بل أصبحت من أبرز القضايا الصحية العالمية التي تهدد حياة الملايين. فالإصابة بالسمنة ترتبط ارتباطًا وثيقًا بعدد من الأمراض المزمنة مثل ارتفاع ضغط الدم، السكري من النوع الثاني، آلام المفاصل المزمنة، بالإضافة إلى الإرهاق والتعب المستمر. وعلى المدى البعيد، تزيد مخاطر السمنة من احتمالية الإصابة بأمراض القلب وبعض أنواع السرطان.

ومع التطور الكبير في تقنيات علاج السمنة، ظهرت العديد من الخيارات الفعالة، وأبرزها: جراحة السمنة (مثل تكميم المعدة وتحويل المسار) والحقن الدوائية الحديثة مثل أدوية GLP-1 التي تساعد في خفض الوزن بشكل ملحوظ.

لكن يبقى السؤال الأهم: أيّ الخيارين أنسب لحالتك؟ وأيهما يوفر نتائج أكثر استدامة على المدى الطويل؟

الحقن الدوائية لفقدان الوزن.. نتائج واعدة ولكن بشروط

286b6c2b-5f7e-42fc-a862-a9c061a9aef8

تشهد أدوية السمنة الحديثة، مثل سيماغلوتايد (semaglutide) وتيرزيباتايد (tirzepatide)، إقبالًا متزايدًا بفضل فعاليتها في إنقاص الوزن. تعمل هذه الحقن الدوائية من خلال تقليد عمل هرمونات الأمعاء، مما يساهم في تقليل الشهية وزيادة الشعور بالشبع، ويُمكّن الشخص من تناول كميات أقل من الطعام من دون شعور بالجوع.

وغالبًا ما تظهر نتائج فقدان الوزن خلال الأشهر الأولى من العلاج، مما يجعل هذه الأدوية خيارًا جذابًا للعديد من الأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة.

أخبار ذات صلة

هل يحرق عقار "أوزمبيك" الدهون أو يقلل الشهية؟

لكن، وكما يوضح الدكتور آشيش غوتام، كبير الجراحين بمستشفى ماكس في نيودلهي، فإن لهذه الأدوية قيودًا واضحة. فهي لا تُغير من طريقة تخزين الدهون في الجسم ولا تؤثر في الاستجابة الأيضية طويلة الأمد. ومع التوقف عن الدواء، يعود الوزن لدى معظم المرضى، خاصة إذا لم يتم اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام.

ومن بين الآثار الجانبية الشائعة للأدوية؛ الغثيان، الإمساك، والانزعاج الهضمي. وفي حالات نادرة، قد تؤدي إلى التهابات البنكرياس أو مشاكل في المرارة، لذا يجب الحذر خاصة لمن لديهم تاريخ مرضي في هذه المجالات.

إضافة إلى ذلك، تُعد تكلفة العلاج بالحقن عائقًا أمام الكثيرين، خصوصًا أن شركات التأمين لا تغطي عادة هذه الأدوية ما لم يكن الشخص مصابًا بالسكري من النوع الثاني.

كما قد يؤدي فقدان الوزن السريع دون ممارسة التمارين إلى فقدان الكتلة العضلية بدلاً من الدهون، وهو أمر يؤثر سلبًا على الصحة العامة واللياقة البدنية.

جراحة السمنة.. الحل طويل الأمد لإنقاص الوزن

ab3ef42d-9562-49a1-a122-6ad7200650f7

تُعد جراحة السمنة مثل تكميم المعدة وتحويل المسار الخيار الأكثر فعالية للأشخاص الذين يعانون من السمنة المفرطة أو لم تحقق معهم أدوية فقدان الوزن النتائج المطلوبة. فهذه الإجراءات لا تقتصر فقط على تقليل حجم المعدة، بل تُحدث تغييرات جذرية في الهرمونات المنظمة للجوع والشبع، مما يساعد على إعادة ضبط العلاقة مع الطعام بشكل عميق ومستدام، بحسب الدكتور آشيش غوتام.

وليس الهدف من جراحة إنقاص الوزن فقدان الكيلوغرامات فقط، بل تتعدى فوائدها ذلك إلى تحسين العديد من الأمراض المرتبطة بالسمنة، مثل السكري، ضغط الدم، توقف التنفس أثناء النوم، وتكيس المبايض. كما أنها تساهم في تقليل خطر الإصابة بسرطانات معينة مثل سرطان الثدي وسرطان القولون.

وبحسب دراسة أمريكية حديثة نشرتها مجلة OnlyMyHealth واستمرت لأكثر من 12 عامًا، فإن المرضى الذين خضعوا للجراحة فقدوا حوالي 20% من وزنهم، مقارنة بـ 8% فقط في مجموعة تلقت علاجًا دوائيًا وتعديلاً في نمط الحياة.

كما أظهر أكثر من نصفهم تحسنًا ملحوظًا في مستويات السكر في الدم، ووصل البعض إلى ما يُعرف بـ الشفاء الوظيفي من السكري.

أخبار ذات صلة

هل تفكرين في تكميم المعدة؟ إليكِ كل ما تحتاجين معرفته قبل اتخاذ القرار

 أيهما أفضل: الجراحة أم الحقن؟

6e22f9b0-76a5-4bd8-8bfd-be59800a8813

يبقى القرار بين الجراحة والحقن الدوائية لإنقاص الوزن قرارًا شخصيًا يجب أن يُتخذ بناءً على الحالة الصحية العامة، القدرة المالية، والاستعداد النفسي. فقد يختار البعض البدء بالعلاج الدوائي، ثم الانتقال، لاحقًا، إلى التدخل الجراحي في حال عدم تحقيق النتائج المرجوة. بينما يرى آخرون أن جراحة السمنة هي الخيار الوحيد القادر على إعادة السيطرة على حياتهم وصحتهم.

لكن ما يظل ثابتًا في جميع الحالات هو أهمية الاستشارة الطبية المتخصصة قبل اتخاذ أي قرار، لضمان اختيار أفضل وسيلة لعلاج السمنة بما يتناسب مع خصوصية كل فرد.

footer-banner
foochia-logo