يحرص مرضى السكري على مراقبة مستويات السكر في الدم بدقة، مع تدوين كل ما يتناولونه من طعام، ومتابعة النشاط البدني اليومي، بهدف السيطرة على معدلات السكر وتجنّب أي مضاعفات.
ورغم هذا الانضباط، قد يُفاجأ البعض بحدوث ارتفاع مفاجئ في السكر من دون سبب واضح، حتى في غياب تناول أطعمة غنية بالكربوهيدرات أو تقصير في النشاط البدني.
لكن ما لا يعرفه كثيرون هو وجود أسباب خفية وغير متوقعة لارتفاع السكر في الدم، لا ترتبط مباشرة بالنظام الغذائي أو قلة الحركة. هذه العوامل قد تكون وراء الارتفاعات غير المبررة، ويجب الانتباه لها للسيطرة بشكل أفضل على مرض السكري.
5 أسباب خفية لارتفاع نسبة السكر في الدم
إليك خمسة أسباب مفاجئة وراء ارتفاع السكر في الدم، مع نصائح لتفاديها أو السيطرة عليها وفق ما نشر موقع الصحة EatingWell.
1. المرض أو التوتر النفسي
عندما يُصاب الجسم بالمرض، مثل نزلات البرد أو الالتهابات، أو يتعرض لحالة من التوتر والقلق، يبدأ بإفراز هرمون الكورتيزول ومواد التهابية أخرى.
هذه المواد تحفّز الكبد على تفكيك مخزون الجلوكوز، وتحويله إلى سكر حر في الدم؛ ما يؤدي إلى ارتفاع مفاجئ في السكر حتى من دون تناول أي كربوهيدرات.
لذلك على مرضى السكري مراقبة مستوى السكر بشكل مكثف أثناء فترات المرض أو الضغط النفسي، وتجنب المشروبات المحلاة التي قد تُفاقم الارتفاع.
2. الجفاف ونقص السوائل
قلة شرب الماء قد تكون من الأسباب غير الملحوظة التي تؤدي إلى ارتفاع السكر في الدم. فالجسم يحتاج إلى كمية كافية من السوائل للحفاظ على التوازن وتنظيم تركيز الجلوكوز.
عند حدوث جفاف، تنخفض نسبة الماء في الدم؛ ما يؤدي تلقائيا إلى زيادة تركيز السكر.
اجعل شرب الماء عادة يومية، وحاول تنويعه بإضافة شرائح الليمون أو الأعشاب الطبيعية. كما يمكنك تناول شاي الأعشاب البارد كخيار مرطب وصحي.
3. الأدوية
لا يدرك كثيرون أن بعض الأدوية الشائعة قد تكون من الأسباب الخفية لارتفاع السكر المفاجئ لدى مرضى السكري. من أبرز هذه الأدوية: الستيرويدات، مدرات البول، أدوية القلب، وبعض أدوية الأمراض النفسية.
هذه الأدوية قد تؤثر على الجسم بعدة طرق؛ فهي إما أن تقلّل من إنتاج الأنسولين، أو تضعف استجابة الجسم له، أو تسبب فقدان السوائل ومن ثم تركّز السكر في الدم.
من الضروري مناقشة الأدوية التي تتناولها مع طبيبك، واسأله عن تأثيراتها المحتملة على مستوى الجلوكوز. لا تتوقف عن تناول الدواء من تلقاء نفسك، فقد يقترح الطبيب بدائل مناسبة لا تؤثر سلباً على سكر الدم.
4. التقلبات الهرمونية
تلعب الهرمونات مثل الكورتيزول، الإبينفرين، وهرمون النمو، دوراً أساسياً في تنظيم مستويات السكر في الدم. ومع تقلب هذه الهرمونات، خاصة عند النساء، قد يلاحظن ارتفاعات غير متوقعة في سكر الدم، خصوصاً خلال الدورة الشهرية أو فترة الحمل.
هذه التغيرات الهرمونية الطبيعية يمكن أن تؤثر على استجابة الجسم للأنسولين؛ ما يؤدي إلى زيادة مقاومة الأنسولين أو ارتفاع السكر المفاجئ.
خلال فترات التغيّر الهرموني، يُنصح بمراقبة السكر بانتظام واستشارة أخصائي تغذية أو مقدم رعاية صحية لضبط النظام الغذائي والعلاج، وتفادي أي مضاعفات محتملة.
5. قلة النوم
الحرمان من النوم أو النوم المتقطع لا يؤثر فقط على المزاج والطاقة، بل يخلّ بتوازن الجسم وقدرته على استخدام الأنسولين بشكل فعّال. وعندما تقل ساعات النوم أو تتراجع جودته، يصبح الجسم في حالة توتر مزمن؛ ما يرفع مستويات الكورتيزول ويزيد مقاومة الأنسولين، وهو ما يؤدي بدوره إلى ارتفاع سكر الدم حتى دون تغيير النظام الغذائي.
للحصول على نوم يساعد في تنظيم السكر، احرص على روتين ليلي مريح، ابتعد عن الشاشات والإضاءة القوية قبل النوم، ولا تتناول وجبات ثقيلة قبل ساعتين على الأقل من موعد النوم.
