قد يحدث في يوم عادي تماماً، أن شعرت بحزن عميق وبكيت بدون سبب واضح وفجأة. دون أي حدث مؤلم وواضح كانفصال أو وفاة، ولا حتى موقف معين مع آخرين تأثرت به.
إذا كنت من أولئك الذين تدمع عيناهم فجأة، ويضيق صدرك، ويغمرك سيل من المشاعر السلبية الحزينة وتسألين نفسك، لماذا أبكي؟ ما الذي يحدث لي؟ تابعي قراءة الموضوع.
مؤخراً نشرت دورية "onlymyhealth"، توضيحاً من الدكتور سانديب فوهرا، طبيب نفسي ومؤسس منصة NWNT.AI، حول فهم ما وراء هذه النوبات المفاجئة من البكاء.
الكثير من النساء يمررن بنوبات بكاء مفاجئة خلال مواقف عادية مثل الرد على رسائل البريد الإلكتروني، الزحام المروري، أو حتى أثناء الضحك مع الأصدقاء. ولا يوجد محفز واضح، وتختفي النوبة بنفس سرعة ظهورها.
ففي عالم سريع الإيقاع، غالباً ما تفسر هذه اللحظات على أنها نتيجة التعب أو الحساسية الزائدة. لكن الحقيقة وفق الدكتور سانديب، هو أن الهرمونات تعد سبباً خلف الكواليس، وتتحكم في مشاعرنا أكثر مما نظن. وتعمل كما يلي:
الهرمونات ليست فقط للدورة الشهرية أو الحمل، إنها رسائل كيميائية تتحكم في وظائف عديدة بالجسم، مثل: النوم، الشهية، الأيض، والمزاج.
وأبرز هذه الهرمونات هما الإستروجين والبروجستيرون، اللذان يؤثران بشكل مباشر على مستوى السيروتونين والدوبامين في الدماغ وهما ما يعرفان بـ "هرمونات السعادة".
وعند حدوث تغيّر في مستويات هذه الهرمونات، تتغير معها قدرة الدماغ على التعامل مع المشاعر، ما يفسر لماذا نشعر أحيانًا بالحزن أو نبكي فجأة دون سبب واضح.
وفي ضوء ذلك أشار مسح عالمي شمل أكثر من 238 ألف امرأة من 140 دولة، أبلغت 64.18% منهن عن تقلبات مزاجية أو قلق خلال الدورة الشهرية، و28.61% ذكرن أن الأعراض تؤثر سلباً على حياتهن اليومية.
الضغط النفسي اليومي في المدن يزيد من هذه الاضطرابات. فمستويات التوتر المرتفعة ترفع هرمون الكورتيزول، الذي يعطل توازن الهرمونات التناسلية، ويؤثر على الحالة النفسية.
وفي دراسة نوعية بحسب "onlymyhealth"، أن إحدى المدن الكبرى بالهند كشفت أن الضوضاء، الازدحام، مشاكل المواصلات، والضغوط المالية تزيد من خطر الاضطرابات النفسية والهرمونية لدى النساء.
طرق التعامل مع نوبات البكاء:
استخدمي تطبيقا أو مفكرة لتسجيل التغيرات المزاجية وأيام الدورة. التكرار والنمط سيساعدانك في التشخيص.
ليس كل الأطباء مدرّبين على ربط الأعراض النفسية بالخلل الهرموني. ابحثي عن طبيب نساء أو طبيب نفسي ملمّ بحالات مثل "PMDD" أو اضطرابات الغدة.
نقص فيتامين B12 أو D، فقر الدم، قصور الغدة الدرقية، أو الاكتئاب غير المشخّص كلها قد تكون وراء هذه النوبات. تحليل دم بسيط قد يكشف الكثير.
النوم الجيد، الرياضة الخفيفة، الاسترخاء، والعلاج النفسي أو التدخل الطبي إذا لزم الأمر كلها خيارات فعالة. ليست بسيطة فقط، بل مؤثرة جداً إذا وُظّفت باستمرار.
البكاء دون سبب واضح ليس ضعفاً أو عيباً، فأحياناً يكون إشارة من الجسم بأن شيئاً ما غير متوازن. لذلك من المهم معرفة الأسباب الطبية للتعامل معها.