الأمومة لا تنتهي بانتهاء الولادة، بل تبدأ معها رحلة التعافي واستعادة القوة واللياقة البدنية للأم. تبحث الكثير من النساء عن طرق فعّالة لاستعادة قوامهن بسرعة بعد الولادة، ومن بين الوسائل الأكثر رواجًا أحزمة البطن بعد الولادة، التي يُسوّق لها كأداة لدعم عضلات البطن وتحسين القوام وتسريع الشفاء بعد الولادة القيصرية أو الطبيعية.
تُعتبر أحزمة ربط البطن بعد الولادة وسيلة شائعة لدعم عضلات البطن وتحسين القوام، لكن يبقى التساؤل حول مدى فاعليتها الحقيقية.
وفقًا للدكتورة أبها ماجومدار، كبيرة الاستشاريين في أمراض النساء والتوليد بمستشفى Sir Gangaram Hospital، توفر هذه الأحزمة دعمًا مؤقتًا للعضلات الضعيفة بعد الحمل.
تشير الدكتورة ماجومدار إلى أن الحزام يوفّر ضغطًا لطيفًا على جدار البطن الذي فقد جزءًا من قوته نتيجة التمدد أثناء الحمل. هذا الدعم يساعد على تقليل شعور الارتخاء خاصة عند القيام بالحركات اليومية مثل صعود الدرج أو الانحناء؛ ما يمنح الأم شعورًا بالثبات والراحة أثناء التعافي.
يروَّج لحزام البطن على أنه يساعد الرحم على العودة لحجمه الطبيعي وتحسين القوام، لكن الحقيقة وفق الدكتورة ماجومدار أن هذه الفوائد قصيرة المدى فقط. استعادة القوام الدائم تعتمد على تمارين تقوية العضلات وليس على الحزام وحده.
انفصال المستقيم البطني (Diastasis Recti) مشكلة شائعة بعد الولادة. قد يخفف الحزام من الشعور بعدم الراحة، لكنه لا يعالج الانفصال العضلي. الحل الفعلي يكمن في التمارين المخصّصة لإعادة ربط العضلات.
الإفراط في ارتداء الحزام قد يضعف العضلات أكثر مع مرور الوقت، لأنه يثبّت البطن بدلًا من دفع العضلات للعمل. كما أن الوضعية الخاطئة أو المقاس غير المناسب يسببان انزعاجًا أو يقللان من فاعليته.
أحزمة البطن بعد الولادة تساعد على تقديم دعم مؤقت للعضلات وتحسين القوام، لكن استخدامها الصحيح ضروري لتحقيق أقصى استفادة من دون آثار جانبية.
أحزمة البطن بعد الولادة قد تمنح دعمًا للمرأة وشعورًا بالراحة في الأيام الأولى، لكنها ليست الحل السحري لاستعادة القوة أو القوام. التعافي الحقيقي يعتمد على التمارين المنتظمة وتقوية العضلات.