أظهرت دراسة حديثة نُشرت في مجلة Science Immunology أن التعرض إلى الضوء الطبيعي خلال ساعات النهار يعزز قدرة الجهاز المناعي على مكافحة العدوى. ووجد الباحثون في جامعة أوكلاند أن الخلايا المناعية في الجسم تتأثر بإيقاع الساعة البيولوجية، وتعمل بكفاءة أكبر خلال ساعات الصباح.
واعتمدت الدراسة على سمك الزرد كنموذج بحثي، نظرًا لشفافيته وتشابهه الجيني مع الإنسان، ولاحظ العلماء أن استجابة خلايا الدم المناعية كانت أقوى عند التعرض للضوء في بداية اليوم. وتشير النتائج إلى أن الجسم قد يكون مبرمجًا بيولوجيًّا ليكون أكثر يقظة واستعدادًا لمحاربة العدوى خلال النهار، عندما تكون فرص التعرض للممرضات أعلى.
كشف موقع الصحة Onlymyhealth عن مجموعة من الفوائد الصحية لضوء الشمس وتأثيره الإيجابي المباشر على الجهاز المناعي. وفيما يلي أبرز هذه الفوائد:
يساعد ضوء النهار الطبيعي في تحفيز عمل خلايا الدم البيضاء، والتي تُعد خط الدفاع الأول ضد البكتيريا والفيروسات. وتعمل هذه الخلايا بكفاءة أعلى في ساعات النهار؛ ما يسرّع الاستجابة المناعية.
يسهم التعرض المنتظم للشمس في ضبط الإيقاع اليومي للجسم؛ ما يحسّن التناسق بين وظائف الأعضاء ويجعل الجهاز المناعي أكثر تنظيمًا وفاعلية في مواجهة التهديدات الصحية.
ضوء الشمس يعزز إفراز السيروتونين، وهو ناقل عصبي يساعد على تقليل التوتر وتحسين الحالة النفسية، وهو ما يرتبط مباشرة بكفاءة الجهاز المناعي، إذ إن التوتر المزمن يضعف المناعة.
التعرض لأشعة الشمس الطبيعية بانتظام يساعد على تقليل المواد الالتهابات داخل الجسم. وانخفاض الالتهاب يعني تقليل احتمالية تطور أمراض مزمنة، مثل السكري وأمراض القلب.
يسهم ضوء النهار في تنظيم إفراز هرمون الميلاتونين؛ ما يؤدي إلى نوم أعمق وأكثر انتظامًا. والنوم الجيد يتيح للجسم إصلاح وتجديد خلاياه، بما في ذلك خلايا الجهاز المناعي.
ضوء الشمس يحفّز إنتاج فيتامين D في الجلد، وهو ضروري لوظيفة مناعية قوية. كما يساعد على امتصاص الكالسيوم والفوسفور؛ ما يدعم الصحة العامة ومقاومة العدوى.
ضوء الشمس: أكثر من مجرد نور
تشير الأبحاث إلى أن ضوء النهار ليس فقط وسيلة طبيعية لتحسين الحالة النفسية، بل يُعد عنصرًا أساسيًّا في تعزيز المناعة والوقاية من الأمراض. لذا، فإن التعرض اليومي المعتدل لأشعة الشمس هو استثمار صحي لا يُقدّر بثمن.