بلا شك، سيظل عام 2020 عالقا بأذهاننا لفترة طويلة، لعدة اعتبارات، في مقدمتها أنه كان العام الذي فُرضَت فيه الكمامات على حياتنا، نتيجة لتفشي فيروس كورونا، حتى صرنا لا نتحرك إلا وبحوزتنا الكمامة كي نحمي أنفسنا والآخرين من الفيروس.
ورغم أهمية الكمامة من تلك الناحية، إلا أنها تتسبب من الناحية الأخرى في جعل رائحة الفم تبدو كريهة، وهنا جزئية يجب فهمها، فالبعض يتصور بالخطأ أن تلك الرائحة الكريهة تنتج عن الكمامة نفسها، والحقيقة هي أنها تكون ناتجة عن النَفَس.
وعلّق على ذلك طبيب أسنان يدعى خوسيه نافارو بقوله: "الكمامات نفسها لا تجعل رائحة النفس كريهة، وإنما تجعلنا أكثر وعيا ودراية برائحة الفم الكريهة. ولسوء الحظ، فإنكِ إن كنتِ تعانين من رائحة نفس كريهة الآن، فربما يعني ذلك أنك كنت تعانين من تلك المشكلة قبل ظهور جائحة كورونا، وأنك فقط لم تكوني على دراية بالأمر".
وأضاف نافارو أن السبب وراء شعورك الآن برائحة النفس الكريهة هذه هو اقترابك أكثر من النَفَس الخارج منك بسبب ارتداء الكمامة، التي تعمل بنفس الطريقة عندما نضع أيادينا على أفواهنا لفحص أنفاسنا، لكن الكمامة تظل ثابتة في مكانها.
ومع هذا، فقد طالب نافارو بالتوقف عن التعامل مع مسألة ارتداء الكمامات بصورة سلبية نتيجة لذلك، موضحا أن هناك نقاطا إيجابية بغض النظر عن أي شيء، فلا داعي أولا للقلق من شيء طالما أن قليلين هم من يكونون على مقربة من نَفَسِك، وثانيا هناك الكثير من الأشياء التي يمكنك فعلها لتحسين رائحة فمك في أي وقت تريدين.
وتابع نافارو بقوله: "ولكِ أن تعلمي أن السبب الرئيسي لرائحة فمك الكريهة هو سوء نظافة الفم والأسنان. فضلا عن وجود أسباب أخرى من ضمنها التدخين، تناول أطعمة بعينها، قلة إفراز اللعاب أو في حالة الإصابة بعدوى في الأسنان أو اللثة".
وأكمل نافارو: "لذا إن كنت تتصورين أن عدم الاهتمام بنظافة الفم هو السبب وراء رائحة نفسك الكريهة، فإن الحرص على اتباع روتين عناية يومي سيحمي الفم على المدى البعيد وسيساعد كذلك على منع رائحة النفس الكريهة، ويمكنك تحقيق ذلك بالتنظيف بالخيط مرة يوميا، التنظيف بالفرشاة مرتين يوميا وتغيير الفرشاة كل 3 أشهر".
وختم نافارو بتشديده على أهمية عملية تنظيف الأسنان باستخدام الخيط، خاصة وأن 40 % من مساحة سطح الأسنان لا يمكن الوصول إليها بواسطة فرشاة الأسنان، إلى جانب استخدام الفرشاة كذلك، والاهتمام بتغييرها كل فترة لضمان فعاليتها.