لم يكن ليتصور أحد أن انتشار فيروس كورونا، سيصبح كابوسًا يسلب البشر حياتهم ويأسر حريتهم، فتحوّل تدريجيًا إلى موجة من الخوف والقلق، مصحوبة بعدد من الضغوط النفسية التي تتفاقم مع الشعور الذي يمر به المصاب بفيروس كوفيج 19.
ويتعامل عدد كبير من الأشخاص مع فيروس كورونا، وكأنه "وصمة عار" لا بد من إخفائها والتعامل معها بحذر شديد؛ خوفًا من نظرة المجتمع الذي يعامله وكأنه شخص موبوء، لا بد من تجنبه واعتباره شخصًا غير مرغوب به.
ولمجرد الإعلان عن حالة كورونا، يتسارع الجميع إلى تجريد الحالة من إنسانيتها، وتحويلها إلى مصدر للخطر المؤكد، فيتم تداول الاسم بالكامل وتفاصيل العائلة وعدد الأولاد وأسماء مدارسهم، وتصبح العائلة على امتدادها من المحظورات.
لا يتوقف الأمر عند هذا الحد، ولكن "تنمّر كورونا" يمتد ويأخذ أسوأ أشكاله، حينما يندمج مع العنصرية والجهل، من دون أن يعوا أن كل شخص منا هو عرضة للمعاناة من هذه المشكلة، التي لا تفرق بين شخص وآخر.
فهذا الجهل بالمرض، يجعل كثيرًا من الأشخاص يحرصون على اتخاذ تدابير صارمة بحق المريض، كاللجوء مثلا إلى وضع اسمه في مدخل المبنى الذي يقطن به، ووضعه في سجن افتراضي حتى بعد شفائه من هذا الفيروس.
وهناك أمر لا بد من التنبه له جيدًا، هو أن هناك تنوعًا هائلًا في قدرة الناس على التعامل مع العزلة الاجتماعية والشعور بالتوتر، وأنه منبوذ من مجتمعه، فليس كل مَن يخوض الأزمة الحالية يكون بمستوى الصحة العقلية ذاته، إذ إن الشخص الذي يعاني بالفعل من مشاكل مع القلق الاجتماعي، والاكتئاب، والشعور بالوحدة، أو غيرها من المشاكل الصحية، سيكون أكثر عرضة للتأثر بإجراءات التباعد الاجتماعي، والإجحاف الذي يتعرض له على نحو سلبي، وحتى إنه قد يخفي معاناته من هذا الفيروس والآلامه، محاولًا استرجاع صحته بسرية تامة، حفاظا على نظرة المجتمع له، ما يساعده على العودة سريعًا إلى حياته الطبيعية.
الفيديو المرفق، يعرض المقابلة التي أجراها موقع "فوشيا" مع الاختصاصي بعلم النفس د. نبيل خوري، إلى السبب الكامن خلف إخفاء الشخص المريض إصابته بفيروس كورونا.