أسباب ارتفاع هرمون الحليب عند النساء

ارتفاع هرمون الحليب، أو فرط البرولاكتين، حالة شائعة لدى النساء تؤثر على الخصوبة وقد تتسبب أحيانا في إفراز الحليب خارج فترات الحمل والرضاعة.

ويرتبط هذا الاضطراب غالبا بوجود خلل في الغدة النخامية المسؤولة عن إفراز الهرمونات في الجسم، كما قد ينتج عن تناول بعض الأدوية أو بسبب اضطرابات هرمونية أخرى مثل قصور الغدة الدرقية.

ويؤكد الأطباء أن التشخيص المبكر ومعرفة السبب بدقة يُعدان خطوة أساسية لتحديد العلاج المناسب، سواء كان عبر الأدوية المنظمة للهرمونات، أو التدخل الجراحي في بعض الحالات المعقدة، أو حتى تعديل نمط الحياة بما يتناسب مع الحالة الصحية للمريضة.

أسباب ارتفاع هرمون الحليب عند النساء

فهم أسباب ارتفاع هرمون الحليب خطوة أساسية للحفاظ على صحة المرأة وجودة حياتها الإنجابية. ومن أبرز هذه الأسباب، وفق ما نشر Cleveland Clinic:

الأورام الحميدة

أكثر الأسباب شيوعًا هو البرولاكتينوما، وهو ورم غير سرطاني يتكوّن في الغدة النخامية ويُفرز هرمون البرولاكتين بكميات زائدة. يمكن أن يؤدي هذا الارتفاع إلى اضطراب الدورة الشهرية، مشاكل في الخصوبة، أو إفراز الحليب بشكل غير طبيعي خارج فترات الحمل والرضاعة.

عادةً ما يُشخّص عبر فحوص الدم والتصوير بالرنين المغناطيسي، ويُعالج غالبا بأدوية تقلل إفراز البرولاكتين، بينما تحتاج بعض الحالات المعقدة إلى الجراحة.

الأدوية 

بعض الأدوية مثل مضادات الذهان أو الأدوية المضادة للغثيان قد تثبط عمل الدوبامين في الدماغ، وهو الهرمون الطبيعي الذي يمنع الغدة النخامية من إفراز البرولاكتين بكميات زائدة.

عندما يتأثر عمل الدوبامين بسبب هذه الأدوية، يزداد إفراز البرولاكتين بشكل غير طبيعي، لكن عادةً تعود المستويات إلى وضعها الطبيعي عند إيقاف الدواء أو استبداله تحت إشراف الطبيب.

قصور الغدة الدرقية

عندما لا تنتج الغدة الدرقية ما يكفي من هرموناتها، يرتفع مستوى هرمون TRH من الدماغ لتحفيزها؛ ما يؤدي بدوره إلى زيادة إفراز البرولاكتين.

ولذلك، قصور الغدة الدرقية يعد سببا شائعا ومهما لفرط البرولاكتين، والعلاج بسيط نسبيا، حيث يعيد تصحيح مستوى هرمونات الغدة الدرقية البرولاكتين إلى مستواه الطبيعي.

عوامل فسيولوجية طبيعية

من الطبيعي أن يرتفع هرمون الحليب أثناء الحمل والرضاعة لدعم تكوين الحليب. كما يمكن أن يرتفع مؤقتا نتيجة التوتر النفسي، ممارسة الرياضة، أو تحفيز الثدي.

في هذه الحالات، لا يُعتبر الارتفاع مرضيا عادة ولا يحتاج إلى علاج، لكنه قد يظهر في بعض الفحوص الروتينية.

ارتفاع هرمون الحليب لدى النساء له أسباب متعددة، ويُعد التشخيص الدقيق خطوة أساسية لاختيار العلاج المناسب، إعادة التوازن الهرموني، وتحسين الخصوبة. ومراجعة الطبيب المتخصص تظل دائما الطريق الأمثل للتعامل مع هذه الحالة الشائعة.