لأن السفر متعة يسعى إليها الناس، خاصة عندما يكون ترفيهيًا، فمن المهم أن يكون مريحًا ولا يسبب الإرهاق.
إذ قد يترك السفر آثارًا مرهقة على الجسم والعقل بسبب اضطراب النوم وتغيّر التوقيت، وهو ما يُعرف بـ إرهاق السفر (Jet Lag)، الذي يفسد على المسافر متعة الأيام الأولى في الوجهة، حيث تظهر أعراض مثل الكسل، وقلة التركيز، واضطراب المزاج.
ولذلك، هناك استراتيجيات عملية تساعد على التغلب على الإرهاق واستعادة النشاط الطبيعي بسرعة.
إليك نصائح فعّالة تساعدك على التخلص من إرهاق السفر واستعادة طاقتك وحيويتك للاستمتاع برحلتك منذ اليوم الأول.
الاستعداد يبدأ قبل ركوب الطائرة، فإذا كانت الوجهة شرقًا أو غربًا بفارق ساعات ملحوظ، من الأفضل تغيير وقت النوم تدريجيًا قبل أيام من الرحلة.
فالنوم أبكر أو لاحقًا حسب الاتجاه يساعد جسمك على التكيف ويخفف الصدمة عند الوصول، هذا التهيؤ المسبق يجعل الانتقال أسهل ويقلل من الحاجة لأيام إضافية للتأقلم.
الإغراء الأكبر بعد السفر الطويل هو النوم فورًا، لكن الخبراء ينصحون بتجنّب ذلك، الدخول في قيلولة طويلة يربك الساعة البيولوجية أكثر.
لذا، من الأفضل البقاء مستيقظًا حتى وقت النوم المحلي، وإذا لم تستطع المقاومة خذ قيلولة قصيرة لا تتجاوز 20 دقيقة فقط، وبذلك تساعد دماغك على إعادة ضبط نفسه مع التوقيت الجديد.
رحلات الطيران الطويلة تسبب الجفاف بسبب ضغط المقصورة وقلة الرطوبة، ما يزيد الشعور بالإرهاق.
لذلك، ينصح الخبراء بحمل زجاجة ماء وشرب رشفات منتظمة طوال الرحلة، وتجنب الكحول والكافيين لأنهما يفاقمان الجفاف ويؤثران على جودة النوم، أي أن الحفاظ على الترطيب الجيد يسهّل على الجسم التكيف مع التوقيت الجديد ويقلل من الشعور بالإرهاق.
الضوء هو العامل الأقوى لإعادة ضبط الساعة البيولوجية، وبمجرد الوصول يفضل قضاء وقت في الخارج والتعرض لأشعة الشمس، حتى لو كان ذلك مجرد نزهة قصيرة.
إذ إن التعرض للضوء يعزز إفراز الهرمونات التي تساعد على اليقظة نهارًا والنوم ليلًا بشكل طبيعي، وبهذه الطريقة يسرّع جسمك من التكيف مع الإيقاع الجديد للوجهة.
بعضهم يجد فائدة في استخدام مكملات مثل الميلاتونين بجرعات صغيرة لمساعدة الجسم على النوم في التوقيت الجديد، لكن يفضل استشارة الطبيب قبل ذلك.
ولكن هناك استراتيجيات ذكية مثل اختيار توقيت الرحلة بما يتناسب مع ساعات النوم أو الاعتماد على أقنعة العين وسدادات الأذن لتعزيز النوم المريح في الطائرة، فهذه الوسائل تسهّل التأقلم وتقلل من حدة الإرهاق.
إرهاق السفر ليس أمرًا حتميًا يمرّ به كل مسافر، بل يمكن التغلب عليه بخطوات عملية بسيطة مثل المذكورة سابقًا، ومع تطبيق هذه النصائح، سيصل المسافر إلى وجهته بطاقة أفضل، ليستمتع برحلته السياحية على أكمل وجه.