يُعَدّ التوازن بين الحياة والعمل هدفًا أساسيًا للكثيرين حول العالم، خاصة مع انتشار العمل عن بُعد.
وتشير الدراسات إلى أن تحقيق هذا التوازن يكون أسهل في الدول التي تضع رفاهية مواطنيها على رأس أولوياتها، وفي صميم سياساتها.
وفي تقرير حديث لمنصة Remote، التي حلّلت بيئة العمل في 60 دولة من الدول الأعلى في الناتج المحلي الإجمالي، كُشِف عن الدول التي تجمع بين بيئة عمل داعمة، وأجور عادلة، ورعاية اجتماعية وصحية شاملة.
نقدّم لك هنا قائمة بأفضل الدول التي تحقق التوازن بين الحياة والعمل، وفقًا للتقرير الذي نقله موقع CN Traveller.
حصلت نيوزيلندا على المركز الأول بفضل سياستها السخية في منح إجازات سنوية مدفوعة وأجور مرتفعة، إضافة إلى 26 أسبوعًا من إجازة الأمومة المدفوعة بالكامل.
وتعتمد البلاد على حد أدنى للأجور يعتبر من الأعلى عالميًا، إلى جانب بيئة عمل تشجع على المرونة وتقليل ساعات العمل الأسبوعية.
الطبيعة الخلابة، من الجبال إلى الشواطئ، توفر فرصًا لا حصر لها للاستجمام؛ ما يجعل الحياة اليومية أقل توترًا.
هذا المزيج بين سياسات العمل العادلة والجمال الطبيعي يجعلها وجهة مثالية للباحثين عن توازن حقيقي بين العمل والحياة.
تحتل أيرلندا المرتبة الثانية بفضل مزيج من التشريعات التقدمية والثقافة الاجتماعية التي تضع العائلة والحياة الشخصية في المقام الأول.
ويحصل العاملون على 30 يومًا من الإجازات السنوية و26 أسبوعًا من إجازة الأمومة المدفوعة، مع متوسط أسبوع عمل لا يتجاوز 34.3 ساعة.
القوانين الحديثة تمنح الموظفين الحق في طلب ترتيبات عمل مرنة؛ ما يتيح لهم تخصيص وقت أكبر للأسرة والهوايات.
ومع طبيعتها الخضراء وثقافتها الودية، توفر أيرلندا بيئة تشجع على الاستقرار النفسي والاجتماعي.
تتميز بلجيكا بأحد أقوى أنظمة الأمان الاجتماعي في أوروبا، إلى جانب قوانين تحد من ساعات العمل لتبقى في حدود 34.1 ساعة أسبوعيًّا فقط.
وتقدم الشركات خيارات واسعة للعمل المرن والعمل عن بُعد؛ ما يتيح للموظفين التوفيق بين حياتهم المهنية والشخصية بسهولة.
كما أن الخدمات الصحية عالية الجودة والتعليم المتميز متاحان للجميع، بالإضافة إلى ثقافة حضرية غنية بالأنشطة والمناسبات؛ ما يجعل من بلجيكا بيئة عمل وإنجاز تسمح للأفراد بالاستمتاع بوقت فراغهم من دون ضغوط مفرطة.
ورغم أن ألمانيا معروفة بإنتاجيتها العالية وصرامتها في العمل، فإنها تحتل مكانة متقدمة في تحقيق التوازن بفضل سياسات توفر 30 يومًا من الإجازات السنوية، وساعات عمل أسبوعية بمتوسط 33.2 ساعة.
كما تشهد البلاد توجهًا متزايدًا نحو تعزيز الرفاهية في أماكن العمل، مع انتشار ثقافة تهتم بالصحة النفسية وتحفيز الإنتاجية من دون إرهاق الموظفين.
النرويج، بجمال طبيعتها الخلابة، توفر بيئة عمل داعمة ومتوازنة. يتمتع العاملون فيها بإجازات سنوية طويلة، ورعاية صحية وتعليم مجانيين، إلى جانب ساعات عمل معتدلة نادرًا ما تتجاوز 37 ساعة أسبوعيًّا.
كما يسهم الحد الأدنى المرتفع للأجور، والدعم المقدم للأسر عبر سياسات إجازات سخية للوالدين، في تعزيز الشعور بالاستقرار المالي والاجتماعي.
وتشجع الثقافة النرويجية على قضاء الوقت في أحضان الطبيعة وممارسة الأنشطة الخارجية؛ ما يخفف ضغوط العمل اليومية ويعزز جودة الحياة.
تشتهر الدنمارك بكونها ضمن قائمة أسعد دول العالم، وهو انعكاس مباشر لسياساتها الاجتماعية والاقتصادية.
ويحصل العاملون على إجازات مدفوعة سخية، وتغطية صحية شاملة، وإجازات مرضية كاملة الأجر. التعليم مجاني وجودته عالية؛ ما يخفف الأعباء على الأسر.
علاوةً على ذلك، تركز الثقافة المجتمعية على المساواة والشمول، مع بيئة عمل مرنة تشجع على ساعات عمل أقل ووقت فراغ أكثر.
التوازن بين الحياة والعمل ليس مستحيلًا في بعض الدول، بل نتيجة لتخطيط وسياسات تدعم الأفراد على المستويين المهني والشخصي. واختيار بلد يمنحك هذه المزايا يمكن أن يكون بداية حياة أكثر استقرارًا وسعادة.