إذا كنت تبحث عن تجربة سفر تمنحك راحة نفسية حقيقية وفرصة لفهم السعادة من منظور مختلف، فإن فنلندا، التي تربعت على عرش أسعد دول العالم لعام 2025، تستحق أن تكون وجهتك القادمة.
في 20 مارس، وبالتزامن مع اليوم العالمي للسعادة، صدر تقرير السعادة العالمي، الذي يقيس مستويات الرضا لدى سكان 147 دولة، وأظهرت نتائجه أن فنلندا احتفظت بلقبها للسنة الثامنة على التوالي، متقدمة على دول مثل الدنمارك وآيسلندا والسويد وهولندا.
لكن ما الذي يجعل هذا البلد الإسكندنافي الصغير، المعروف ببرودته وقصر نهاره في الشتاء، يتصدر قائمة السعادة عامًا بعد عام؟
في السطور التالية، نستعرض أبرز ما يجعل فنلندا مختلفة، بحسب ما نشره موقع afar المختص بالسياحة.
في فنلندا، لا تُعتبر الطبيعة مجرد مشهد جميل، بل هي جزء أساسي من الحياة اليومية. الغابات الكثيفة، البحيرات اللامعة، وشواطئ بحر البلطيق ليست مجرد وجهات سياحية، بل أماكن يلجأ إليها السكان يوميًا للتأمل، المشي، وركوب الدراجات.
وبالعادة الفنلنديون يمشون في الغابات، يركبون الدراجات وسط الأشجار، ويجلسون لساعات في هدوء الطبيعة فقط للاستمتاع بلحظات الصفاء.
تجمع العاصمة هلسنكي بين الحداثة والهدوء، وتضم مكتبة “Oodi” الشهيرة، التي تعتبر أكثر من مجرد مكان لقراءة الكتب، بل مساحة مفتوحة للمجتمع الفنلندي توصف بأنها "غرفة المعيشة الوطنية".
أما متحف “Amos Rex” فيقع تحت الأرض ويجمع بين الفن المعاصر والتصميم المعماري المدهش.
ولا يمكن الحديث عن فنلندا دون ذكر الساونا، فهناك أكثر من 3 ملايين ساونا موزعة في البلاد، من الكبائن التقليدية إلى الساونا العائمة على سطح البحيرات، وهي تجربة فريدة يشعر فيها الزائر بدفء حقيقي من الداخل والخارج.
بعيدًا عن صخب المدن، تفتح فنلندا أبوابًا لعشاق العزلة والهدوء. جزرها المنتشرة وغاباتها الممتدة تمنحك تجربة تواصل عميق مع الطبيعة.
وفي فصل الشتاء، تزداد البلاد سحرًا بظاهرة الشفق القطبي، إذ تتلون السماء ليلًا بألوان خلابة لا تُنسى، خصوصًا في منطقة لابلاند الثلجية.
رغم أن فنلندا ليست من أغنى دول العالم، فإنها تتمتع بعناصر تجعل الحياة فيها متوازنة: نظام صحي وتعليمي متين، مجتمع عادل، حرية فردية، وثقافة تشجع على التوازن بين العمل والحياة الشخصية.
ومن العادات اليومية التي تعزز الشعور بالسعادة هناك، تناول الطعام برفقة العائلة أو الأصدقاء، حيث تُمنح العلاقات الإنسانية أهمية كبيرة في نمط الحياة الفنلندي.
زيارة فنلندا ليست مجرد رحلة إلى مكان جديد، بل فرصة لاكتشاف نمط حياة مختلف قائم على التوازن بين العزلة والتواصل، وبين الحداثة والطبيعة.
وسواء كنت مسافرًا بمفردك أو برفقة العائلة، ستجد في هذه البلاد تجربة فريدة قد تعيد تعريفك لمفهوم السعادة.