عادة ما تزداد زيارات المتنزهات والمناطق البرية خلال فصل الصيف، إذ تجذب هذه الوجهات السيّاح والعائلات الباحثين عن الترفيه في أحضان الطبيعة.
ويُقبل الكثير من الزوّار على استكشاف الحياة البرية، لا سيما في الغابات والمحميات الطبيعية، حيث تشكّل الحيوانات عامل الجذب الرئيسي، خاصة في ظل انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي تشجّع الناس على التقاط صور نادرة وفريدة.
لكن زيارة هذه المناطق تتطلّب قدرًا من الوعي والمسؤولية، للحفاظ على البيئة الطبيعية وحماية الحياة البرية من أي أذى أو إزعاج.
لضمان سلامتك وسلامة الحياة البرية، من الضروري فهم التصرفات التي يجب تجنّبها عند السفر إلى المناطق الطبيعية، وذلك وفقًا لما نشره موقع Afar.
الاقتراب المفرط من الحيوانات البرية يُشكّل خطرًا على كلا الطرفين؛ فقد تشعر هذه الحيوانات بالتهديد، ما يدفعها إلى اتخاذ وضعية دفاعية قد تتطور إلى هجوم عنيف. وفي بعض الحالات، قد يضطر مسؤولو الحديقة إلى قتل الحيوان لاحقًا لحماية الزوّار.
لذا، من الأفضل دائمًا الالتزام بالمسافات الآمنة الموصى بها، وتذكّر أن الحيوان البري ليس مجرد مشهد للتصوير، بل كائن حيّ له حدوده وغرائزه التي يجب احترامها.
قد يبدو الركض عند رؤية حيوان بري تصرّفًا طبيعيًا، لكنه في الواقع يعد خطأ كبيراً؛ إذ تفسّر العديد من الحيوانات الحركة المفاجئة كهروب فريسة، ما يدفعها إلى المطاردة. حتى الحيوانات التي تبدو بطيئة قد تتمكّن من الجري بسرعة تفوق سرعة الإنسان بثلاثة أضعاف.
لذلك، يُعدّ التراجع ببطء من دون النظر المباشر في عيني الحيوان، والابتعاد بهدوء، هو الخيار الأفضل. فالحفاظ على رباطة الجأش في مثل هذه اللحظة قد يكون كفيلًا بإنقاذ حياتك.
يُصدر بعض الزوّار صفيرًا أو صراخًا، أو يقومون بالتلويح بأيديهم بهدف دفع الحيوان للتفاعل أمام الكاميرا، لكن مثل هذه التصرفات قد تُفسَّر كتهديد من قِبل الحيوان، وتثير ردود فعل غير متوقعة.
فالحيوانات البرية لا تدرك النوايا البشرية، وقد تهرب أو تهاجم بشكل مفاجئ كرد فعل غريزي. لذلك، من الأفضل مراقبتها بصمت واحترام مساحتها الطبيعية.
تذكّر أن السلوك العدائي أو الاستفزازي لا يعرّضك فقط للخطر، بل قد يدفع السلطات إلى اتخاذ قرار بإعدام الحيوان لحماية الزوّار، وهو أمر يمكن تجنّبه بسهولة.
قد تقترب بعض الحيوانات، خصوصًا الصغيرة أو الجائعة، بدافع الفضول، لكن ذلك لا يعني بالضرورة أنها ترغب في التفاعل. فمحاولة لمس الحيوان أو مساعدته قد تسبّب له التوتر، وتُشجّعه على الاعتياد على البشر، مما يعرّضه لاحقًا للخطر.
إضافة إلى ذلك، قد تحمل بعض الحيوانات أمراضًا، أو تُهاجم إذا شعرت بالتهديد. لذلك، رغم حسن النية، فإن تصرّفك الطيب قد يؤدي إلى نتائج عكسية تمامًا.
المشاهدة من مسافة آمنة، وترك الحيوان يتصرّف على طبيعته، هو الخيار الصحيح والأكثر احترامًا للطبيعة.
إذا كان حيوانك الأليف معك في رحلة البرية فلا تطلقه قرب الحيوانات، إذ قد يُفزع الحيوانات البرية أو يستفزها.
لهذا يشترط في معظم المتنزهات إبقاء الحيوانات الأليفة مربوطة دائمًا، وتجاهل هذه القواعد قد يؤدي إلى غرامات، أو فقدان الحيوان الأليف.
الطعام المكشوف أو بقايا الوجبات تجذب الحيوانات، وتدفعها إلى ربط البشر بالمصادر الغذائية. هذا السلوك يغير نظامها البيئي، ويجعلها أكثر عدوانية أو اعتمادًا على الناس، مما يهددها ويهدد الزوار.
من الضروري كزائر حفظ الطعام داخل حاويات محكمة، ووضع النفايات في أماكنها، أو تعليقها في حبال مرتفعة عند التخييم.
لا شك أن مشاهدة الحياة البرية فرصة للسيّاح والعائلات وهي من أجمل تجارب السفر، لكنها تتطلب وعيًا واحترامًا ليحمي الشخص نفسه والحياة البرية.