رغم أن المطارات ترتبط عادةً بالتوتر وطول الانتظار، فإن التجول فيها قد يكون ممتعًا أيضًا، لما تحمله من إبداع معماري يجعلها لافتة للأنظار.
وفي كل عام، تعلن جوائز بري فيرساي للهندسة الدولية، التي تُقام في مقر اليونسكو بباريس، عن أجمل المباني التجارية في العالم، ومن ضمنها أجمل المطارات.
وهذه الجوائز لا تكرّم الجمال المعماري فقط، بل تقيّم أيضًا الابتكار، والاستدامة، والارتباط الثقافي. وفي نسخة عام 2025 من جوائز بري فيرساي للهندسة، تم اختيار عدة مطارات كأجمل مطارات العالم من حيث التصميم المعماري.
تعرّف على أفضل المطارات في العالم من حيث روعة التصميم المعماري، وذلك وفقًا لتصنيف جوائز بري فيرساي للهندسة، كما نشره موقع Afar المتخصص في شؤون السفر.
منذ افتتاحه عام 1994، شكّل مطار كانساي، الذي صمّمه المهندس الشهير رينزو بيانو، أيقونة معمارية بامتياز. يمتد المطار على إحدى أطول صالات الركاب في العالم، ويوفّر إطلالات بحرية مدهشة.
وقد خضع المطار مؤخرًا لتجديد شامل استمر سبع سنوات، بقيادة شركة Populous؛ ما زاد قدرته الاستيعابية الدولية بنسبة 25٪.
ركّز التصميم الجديد على تحقيق الانسيابية في حركة المسافرين، واستخدام الزجاج الطبيعي لإدخال الضوء، إلى جانب الخشب والحجر لتعزيز الطابع المحلي.
أُعيد افتتاح مبنى الركاب 1 في مطار مرسيليا بروفانس عام 2024، بعد تحديث شامل استمر ثلاث سنوات.
التصميم الجديد يدمج الضوء الطبيعي عبر شبكة من الأسقف الزجاجية التي تعزز التهوية وتقلل الحاجة إلى التكييف.
أما التصميم الداخلي، فيضم أشجارًا كبيرة ومسارات مباشرة للمسافرين لتسهيل التنقل. كما زادت الطاقة الاستيعابية بنحو 1.2 مليون مسافر سنويًا، ضمن مساحة تتيح أجواء من الهدوء والبساطة.
يشكّل المبنى الجديد مساحة مليون قدم مربعة، ويُعد مثالًا على «التصميم الحيوي» الذي يدمج الطبيعة في البناء.
السقف الخشبي الضخم، المستوحى من غابات الشمال الغربي الأمريكي، صُنع من أخشاب محلية مصدرها قبائل السكان الأصليين.
أما النباتات الحية، والنوافذ الواسعة، والرائحة الخشبية الفريدة، فتُعزز تجربة السفر وتخفض مستويات التوتر. وقد أصبح هذا المطار رمزًا لمفهوم جديد يعيد تعريف الراحة والاستدامة.
افتتح هذا المبنى الفريد عام 2024 كأول مطار استوائي بيئي بالكامل. يعتمد على نظام تهوية طبيعي، و830 مدخلا ذكيا يتكيف مع الطقس في الوقت الحقيقي.
استخدمت الأحجار البركانية، والأخشاب المحلية، والنباتات الأصلية في التصميم، ليعكس بيئة الجزيرة الاستوائية. إنه مزيج متناغم من الأداء الوظيفي والاندماج البيئي الكامل.
افتُتح المبنى الثاني في صيف 2024، وجاء تصميمه مستوحًى من جبل كونيو المجاور وأسُطح السفن القديمة، في إشارة إلى طريق الحرير البحري.
يسيطر السقف المقوّس الدرامي على الشكل الخارجي، بينما يسمح التصميم المفتوح بدخول ضوء الشمس الطبيعي بغزارة.
ويمزج المطار بين الطابع التاريخي المحلي والوظيفة الحديثة، ليقدّم للمسافرين تجربة بصرية متكاملة.
المطارات في وقتنا الحالي ليست مجرد نقاط عبور، بل أصبحت تعبيرًا معماريًا يتيح للسياح الاستمتاع بالرؤية الهندسية وتشجع على الاستدامة والابتكار. وترتقي بتجربة المسافر.