هل تمرين بمرحلة تشعرين فيها بأن قائمة صديقاتك أصبحت أقصر مما كانت عليه؟ لست وحدك.
فبينما كان تكوين الصداقات في الطفولة يبدو تلقائياً وسهلاً، قد يبدو اليوم في سن النضج وكأنه تحدٍ يومي، خاصة في ظل الانشغالات المستمرة والشعور المتكرر بالوحدة حتى وسط الزحام.
هذه الحالة شائعة أكثر مما تتصورين، والسؤال هنا: ما الذي تغيّر؟ ولماذا أصبحت الصداقات العميقة أصعب مما كانت عليه سابقاً؟
المرأة بطبيعتها تميل إلى الارتباط والمشاركة، ووجود الصديقات يمنحنها شعوراً بالانتماء والاحتواء. لكن في زحمة الحياة، قد يصعب تكوين علاقات جديدة أو حتى الحفاظ على القديمة. فإذا كنتِ تمرين بهذه المشاعر، إليكِ ما يمكن فعله لتغيير واقعك الاجتماعي.
ابدئي بخطوة بسيطة، لكن واعية، لمقابلة أشخاص جدد. تدرّبي على تخطي الخجل والقلق الاجتماعي، وكوني مستعدة لتظهري ودك وصراحتك.
ولا تنسي أن الحفاظ على صداقة موجودة لا يقل أهمية عن تكوين واحدة جديدة، فخصصي وقتاً للتواصل، حتى ولو برسالة قصيرة.
قد تقولين: "لكنني أشعر بالوحدة". صدقي أو لا تصدقي، أنت لست وحدك.
فبحسب الدراسات، نحو 27% من نساء جيل الألفية لا يمتلكن صديقة مقرّبة.
وهذه بعض الأسباب الشائعة التي قد تُشعرك بالعزلة:
بعض النساء يشعرن بالاكتفاء بعلاقات محدودة، لكن هناك من يحتجن لصديقة تشاركهن التفاصيل وتفهمهن. فإذا كنتِ من النوع الثاني، فربما حان الوقت للخروج من قوقعتك.
لا تترددي في بدء الحديث مع شخص جديد في المكتبة أو المقهى أو حتى على الإنترنت. الانضمام إلى نادٍ يمارس هواية تحبينها قد يفتح أمامك أبوابا لعلاقات ممتعة. لا تقلقي من الرفض، فليس كل لقاء يجب أن يتحول إلى صداقة عميقة.
ابحثي عن نساء يشاركنك الاهتمامات نفسها. إذا كنت تحبين القراءة، سجلي في نادٍ للكتب. وإن كنت تميلين للفن أو الرياضة، فاختاري ورشة أو نشاطاً جماعيًا.
وحتى الأشخاص الذين تعرفينهم معرفة سطحية، يمكن أن يصبحوا صديقات حقيقيات لو فتحتِ لهم مساحة للتقارب والمشاركة.
أما العمل التطوعي، فهو وسيلة فعّالة لخلق روابط متينة مع أشخاص يشاركونك القيم والمبادئ.
إذا كنت تعانين من الخجل أو القلق الاجتماعي، فابدئي بمصادقة نساء يشبهنك في الحذر أو الصمت. كوني لطيفة مع نفسك ولا تفسري الانطواء دائماً على أنه نفور. امنحي العلاقات وقتاً لتنمو.
حين تتعرفين على أشخاص جدد، لا تحكمي عليهم مسبقاً. تقبّلي الاختلاف، وكوني صادقة من البداية. لا داعي للتصنع لكسب الإعجاب، فالكلمة الطيبة، والابتسامة الصادقة، أحيانًا تكفيان لفتح قلوب كثيرة.
لا تخجلي من طلب وسيلة تواصل بعد حديث لطيف. ولا تستعجلي العلاقة، فالعجلة قد تخيف الطرف الآخر.
المجاملة الصادقة مثل: "أنتِ شخص رائع"، قد تترك أثراً لا يُنسى.
الأماكن التي تساعدك في تكوين صداقات جديدة كثيرة: من أندية الهوايات والأنشطة التعليمية، إلى زميلات العمل أو الدراسة، وحتى المجموعات على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل: Facebook وMeetup.
لا تترددي في زيارة معارض فنية، أو مجرد ارتشاف قهوة في مكان عام مفتوح على احتمالات جديدة.
وحين تلتقين بصديقة جديدة، احرصي على الحفاظ على التواصل. حددي مواعيد ثابتة للقاء أو حتى لمحادثة. وكوني صديقة يمكن الوثوق بها، واحترمي الأوقات والمناسبات.
حتى الرسالة الصغيرة أو المشاركة العفوية على السوشال ميديا قادرة على إبقاء الود دافئاً.
قد يبدو خيال الوحدة مخيفاً، لكنه أحياناً يكون دافعًا لإعادة ترتيب حياتك الاجتماعية وبناء روابط أعمق.
خذي وقتك، وابدئِي بخطوات بسيطة، فالصداقة كالشجرة.. تحتاج إلى غرس ورعاية لتنمو وتثمر.