عندما تتعرضين لخيانة من شخص عزيز عليكِ، خاصة عندما يكون هذا الشخص هو شريك حياتك، فإن الألم يصبح أكثر حدةً.
فالخيانة ليست مجرد خرق للثقة، بل هي تحطم للروح وصدمة تهز أعماقك.
لكن ماذا لو كنتِ تودين الاستمرار في العلاقة، رغم كل شيء؟
سواء لأن اعتذاره وندمه كان صادقا وترغبين بإعطائه فرصة أخرى، أو لأنك مهتمة بالحفاظ على توحد عائلتك ومواجهة التحديات.
كيف يمكنكِ أن تبدئي من جديد، وأن تحافظي على الأمل دون أن تخافي من أن يتكرر نفس الخطأ؟
نقدم لك في هذا الموضوع ملخصًا لنصائح الخبراء لكل من تعرضت للخيانة وترغب بالبدء من جديد:
في البداية، من المهم أن تدركي أن مشاعرك في هذه المرحلة مشروعة تمامًا. الخيانة تسبب مجموعة من المشاعر المعقدة: الحزن، الغضب، الشكوك، والألم النفسي.
لا تحاولي تجاهل هذه المشاعر أو التقليل من شأنها. قد تكون مشاعر الإحباط والمشاعر المتضاربة جزءًا من عملية التعافي.
أعطي نفسكِ الوقت للتعامل مع الصدمة، ولا تحاولي إخفاء مشاعرك خلف ابتسامة مزيفة.
إذا قررتِ الاستمرار في العلاقة، فإن الخطوة الأولى نحو البدء من جديد هي أن تكوني صريحة مع شريكك.
تحدثي معه عن مشاعرك بكل صراحة، لا تخشي من طرح أسئلتك. كيف حدثت الخيانة؟ ما الذي دفعه لفعل ذلك؟ هل يشعر بالندم؟
هذه الأسئلة قد تكون مؤلمة، لكنها ضرورية لفهم ما حدث. لا تحاولي تجاهل التفاصيل أو التستر على المشاعر، فالتواصل المفتوح يمكن أن يساعد في بناء الأساس للتغيير.
الثقة هي أساس أي علاقة صحية، وبخيانته لكِ، فقد دمرها. لكن مع مرور الوقت، يمكن إعادة بناء هذه الثقة إذا كان هناك استعداد من الطرفين للعمل عليها.
أولاً، يحتاج شريككِ إلى إظهار صدقه من خلال أفعاله، وليس بالكلمات فقط. يجب أن تكون لديه الرغبة الحقيقية في تقديم أدلة ملموسة على التغيير، مثل الشفافية في تصرفاته وأوقات تواجده، والاستعداد لتقديم التفسير والمبررات إذا لزم الأمر.
وفي المقابل، يجب عليكِ أن تمنحي نفسك الفرصة لمنحه الثقة من جديد، ولكن على مراحل.
خلال هذه الفترة الصعبة، قد تشعرين بأنكِ لا تملكين الوقت للاعتناء بنفسكِ أو بمشاعركِ.
لكن في الحقيقة، لا يمكنكِ استعادة الحب في العلاقة إلا إذا كنتِ أولاً تحبين نفسك وتعتنين بها.
استعيدي نشاطاتكِ التي تجلب لكِ السعادة، وابحثي عن مصادر دعم خارج العلاقة مثل الأصدقاء أو أفراد العائلة.
تعزيز احترامكِ لذاتكِ سيساعدكِ في رؤية الصورة الأكبر وتقييم ما إذا كانت هذه العلاقة تستحق الاستمرار.
في العديد من الحالات، تكون الاستشارة الزوجية خطوة مفيدة بعد الخيانة.
هذه الجلسات تمنحكِ أنتِ وشريككِ الفرصة للتحدث عن مشاعركما في بيئة آمنة مع شخص محايد.
يمكن للمعالج الزوجي أن يساعدكما في بناء استراتيجيات للتعامل مع المشاعر المكبوتة ويساعدكما في التفاعل بشكل صحي.
إذا قرر شريككِ أن يشارك في العلاج، فهذا دليل على استعداده للعمل على العلاقة.
من الضروري أن تضعي حدودًا واضحة لضمان عدم تكرار الخيانة. حددي مع شريككِ ما هو مقبول وما هو غير مقبول في العلاقة.
اجعلي هذه الحدود معروفة وواضحة للطرفين، وابحثي عن توازن بين المسامحة وعدم السماح بإهانتكِ.
الحدود لا تعني غلق الباب على شريككِ، بل تعني تحديد المساحات الآمنة التي تضمن احترام حقوقك واحتياجاتك.
قد يكون من الصعب تصور التغيير بعد الخيانة، لكن يمكن للأشخاص أن يتغيروا إذا كانوا ملتزمين بذلك.
يجب أن تأخذي وقتكِ لتقييم ما إذا كان شريككِ أبدى ندمًا حقيقيًا وأنه على استعداد لبذل الجهد في تحسين نفسه.
قد يحتاج إلى وقت طويل لإثبات ذلك، ولكن عليكِ أن تراقبي التغييرات التي تحدث في سلوكه. إذا لم تلاحظي تحسنًا حقيقيًا، فقد تحتاجين إلى إعادة تقييم القرار بخصوص استمرار العلاقة.
الخيانة لا تعني نهاية العالم، لكنها تدعوكِ للتفكير في أولوياتك وحياتك المستقبلية.
مهما كانت مشاعرك، عليكِ أن تفكري فيما إذا كنتِ قادرة على العيش في علاقة تحتمل الشكوك أو التحديات التي قد تنشأ مرة أخرى.
فالعلاقات تحتاج إلى احترام، وحب، وثقة، وإذا كانت هذه العناصر مفقودة بشكل دائم، فلا بد من التفكير في مستقبلك الشخصي.
عندما تتخذين قرار الاستمرار في العلاقة بعد الخيانة، لا تتسرعي في الحكم. امنحي نفسكِ الوقت الكافي لتفكير عميق في كل خطوة تتخذينها. تذكري أن الحياة لا تكون دائمًا مثالية، ولكن لديكِ القوة لتعيدي بناء حياتكِ وفقًا لما يناسبكِ. استمعي لقلبكِ، وكوني صادقة مع نفسكِ بشأن ما تحتاجين إليه حقًا في علاقتكِ.