هل شعرتِ يوما بأن أحدهم يطفئ طاقتكِ ويربك صفاءكِ الداخلي؟ ربما في جلسة عائلية أو لقاء عمل، وجه لكِ عبارة بسيطة ظاهريا، لكنها بقيت تتكرر في رأسكِ وتؤلمكِ من دون أن تفهمي لماذا! هذا النوع من التفاعل ليس عابرا، بل قد يكون مؤشرا على أنكِ أمام شخص سام.
الشخصية السامة ليست دائما عدوانية بوضوح، لكنها تترك فيكِ أثرا مؤلما يتراكم ببطء.
قد يظهر ذلك من خلال التلاعب أو الانتقاد أو تقليل الشأن. والمهم هو أن تتعرفي على هذه العلامات وتتعاملي معها بوعي وحدود واضحة.
الشخص السام لا يحتاج إلى صراخ أو إساءة واضحة ليؤذيكِ. يكفي أن يثقل كاهلكِ بالكلمات المبطنة، أو أن يشعركِ بأنكِ أقل شأنا، أو يسرق منكِ الثقة بالنفس بالتدريج. وغالبا ما يكون ماهرًا في التلاعب، لا يتحمل المسؤولية، أناني، نرجسي، ولا يفرح لكِ من قلبه.
وغالباً ما تظهر هذه الصفات بطرق متكررة، منها:
تشعرين بالإرهاق أثناء الحديث معهم لأنهم ببساطة يستنزفون طاقتكِ ويتغذون على هدوئكِ وراحتكِ النفسية، ويتركونكِ مرهقة ومثقلة من دون أن تعرفي السبب الحقيقي.
وهذا النوع من العلاقات قد يتحول إلى عبء داخلي مزمن إن لم تنتبهي إليه مبكرا.
وهنا يأتي دوركِ في استعادة زمام الأمور، فليس كل معركة تستحق خوضها، خاصة تلك التي تخاض مع أشخاص لا يريدون الفهم أو التغيير.
ابدئي بوضع حدود واضحة، ولا تخجلي من قول "لا" عندما تشعرين بعدم الراحة. لا تفعلي ما لا ترغبين به فقط لترضي أحدا على حساب نفسكِ.
واحرصي على تقليل التواصل معهم قدر الإمكان، فكلما خف الاحتكاك، زاد صفاؤكِ الداخلي.
ولأن التفاصيل أحيانا تربكنا، إليكِ خطوات بسيطة وواضحة تساعدكِ على حماية نفسكِ من تأثيرهم:
بهذه الخطوات، تملكين الأدوات الأولى لحماية طاقتكِ، واستعادة توازنكِ الداخلي.
بكل تأكيد. فالعلاج لا يساعدكِ فقط على فهم الشخصية السامة والتعامل معها، بل يعيد إليكِ ثقتكِ بنفسكِ، ويعلمكِ كيف ترسمين حدودكِ بطريقة ذكية وآمنة.
كما يمنحكِ أدوات لحماية مشاعركِ من التلاعب، خصوصا في علاقات يصعب الانفصال عنها كزملاء العمل أو بعض أفراد العائلة.
والأهم، أنه يقيكِ من آثار هذه العلاقات على المدى البعيد، ويذكركِ أنكِ قادرة على اتخاذ قرارات تعكس قوتكِ ووعيكِ.
وجود شخص سام في حياتكِ ليس خطأكِ، لكن السماح له بإيذائكِ مرارا هو مسؤوليتكِ. لا تنتظري أن يتغير، بل غيري طريقتكِ في التعامل معه.
اختاري نفسكِ وسلامكِ، واحمي طاقتكِ كما تحمين كنزا ثمينا. وتذكري دائما أن طلب الدعم قوة، لا ضعفا.