في العلاقات الطويلة، لا يختفي الحب فجأة، بل يتسلل البرود العاطفي على هيئة صمت طويل، لمسات غائبة، وكلمات تصبح نادرة. وبينما نظن أن الشعور بالأمان كافٍ، يبقى الدفء العاطفي ضرورة لا يُمكن إغفالها.
البرود العاطفي هو حالة من التباعد الشعوري بين الشريكين، يتجلى في غياب التفاعل الوجداني، قلة التعبير عن الحب، وانخفاض الحميمية بمختلف أشكالها.
وقد لا يكون مصحوبًا بمشكلات واضحة، لكنه يخلق فجوة خفية قد تتسع بمرور الوقت.
ومن علامات البرود العاطفي في العلاقة:
تتعدد أسباب البرود العاطفي، وقد تتداخل فيما بينها، ومن أهمها:
التوتر المهني أو المسؤوليات العائلية قد تُبعد التركيز عن العلاقة.
الاستقرار إذا لم يُرافقه تجديد، قد يتحول إلى جمود.
مشاكل سابقة لم تُحلّ قد تخلق حواجز عاطفية.
أحد الشريكين قد يُعبّر عن حبه بالأفعال لا بالكلمات، ما يولّد شعورًا بالنقص لدى الطرف الآخر.
مثل الاكتئاب أو اضطرابات الهرمونات التي تؤثر في المزاج والعاطفة.
البرود المؤقت قد يكون نتيجة ظرف طارئ أو مرحلة ضغط، ويمكن تجاوزه بسهولة مع الوعي والاهتمام.
أما المزمن فهو ممتد ومتكرر، يخلق حالة اغتراب داخل العلاقة ويهدد استمراريتها إن لم يُعالج.
نعم، لكن يتطلب وعيًا مشتركًا من الطرفين والعمل على:
الكلام البسيط، اليومي، هو أول خطوة نحو استعادة القرب.
لحظات المفاجأة، السفر، أو مشاركة أنشطة جديدة يمكن أن تعيد الشعلة.
حتى لو لم يكن التعبير طبيعيًّا لبعض الأشخاص، إلا أن بذل الجهد يُحدث فرقًا.
في بعض الحالات، يكون اللجوء إلى استشاري علاقات زوجية خطوة ضرورية.
البرود العاطفي لا يعني نهاية الحب. أحيانًا، كل ما تحتاجه العلاقة هو لحظة صدق، وجرأة في الاعتراف بأن المشاعر لم تعد كما كانت. لا للوم، بل للبحث عن الجذور. لأن البرود لا يقتل الحب فقط، بل يُطفئ الأمان أيضًا، ويترك الطرفين في مساحة رمادية لا يُحبانها ولا يستطيعان الخروج منها دون قرار.