هل الحياة مجرد صراع يومي من أجل البقاء؟ أو أنها فرصة لصناعة حكاية تستحق أن تُروى؟
في خضم المسؤوليات والالتزامات، كثيرون يعيشون وكأنهم يركضون بلا توقف خلف متطلبات لا تنتهي، فيفوتهم جوهر اللعبة: أن نعيش بامتلاء، ونحب الطريق بقدر ما نحب الوصول.
المقال المنشور في Psychology Today يقدّم رؤية مختلفة: الفوز في لعبة الحياة لا يعني التفوق على الآخرين، بل أن نصل إلى حالة من الرضا العميق والسعادة الحقيقية، حيث يمتلئ يومك بالأنشطة التي تحبينها، وتقل فيه لحظات الاستنزاف والتعب.
المعنى لا يتشكل من أحداثنا فحسب، بل من الطريقة التي نروي بها قصتنا لأنفسنا. الأشخاص السعداء ينظرون إلى الماضي باعتباره رحلة تحديات وانتصارات، لا سلسلة من الهزائم. هذا التحويل الذهني يجعل العقبات بوابة للنمو لا جدارًا مسدودًا.
إذا كان معنى الحياة يرتبط بالماضي، فإن الغاية تتعلق بالحاضر والمستقبل. الغاية الحقيقية لا تكمن في جمع الإنجازات فقط، بل في ممارسة أنشطة تمنحك الحياة والبهجة: هواية تحبينها، وقت مع عائلتك، أو مشروع إبداعي يعكس شغفك. الغاية هي أن تجدي لذة في الطريق ذاته، لا في خط النهاية.
حين نجمع بين الاثنين، يولد شعور بالامتلاء الداخلي. وتظهر هنا قيمة "الاكتفاء"، أي أن تدركي أنك كافية كما أنت، من دون الحاجة لإثبات نفسك دائمًا عبر المزيد من الإنجازات أو المقارنات.
لا يمكننا التحكم بالزمن، لكنه يمنحنا حرية في كيفية استثماره. وهنا تكمن اللعبة:
صحيح أن المال يسهّل التخلص من بعض الأعباء، لكنه ليس الشرط الوحيد للفوز. أحيانًا تمنحك العائلة، المجتمع، أو حتى الوقت بدائل أقوى من أي حساب مصرفي. ما يهم هو أن تعرفي أين تستثمرين هذه الموارد لتقتربي أكثر من ذاتك الحقيقية.
الفوز في الحياة ليس لحظة وصول، بل عملية تراكمية. قد يبدأ بخطوة صغيرة مثل تخصيص ساعة لهواية، أو قول "لا" لالتزام لا يشبهك. ومع مرور السنوات، تجدين أن الجزء الأكبر من حياتك أصبح مكرسًا لما تحبينه بالفعل. حينها تدركين أنك تربحين اللعبة، لا لأنها بلا خسائر، بل لأنك اخترتِ أن تعيشيها بوعي وامتلاء.