قد يكون تغيير المهنة أمراً لا مفر منه بالنسبة للكثيرين، خاصةً وأن تغييراً هائلاً يجري حالياً يقوده الذكاء الاصطناعي في الوظائف حول العالم.
إذ تختفي بعض الوظائف، وتتحول أخرى، ويجد الناس أنفسهم إمّا أمام فجوة كبيرة عليهم ردمها، أو أمام خيار صعب يتمثل في تغيير مسارهم المهني بالكامل. هذا بالإضافة إلى أن الكثيرين غير راضين أساساً عن بعض جوانب وظائفهم ويتمنون التغيير.
القيام بهذه القفزة نحو التغيير قد يكون مخيفاً، خاصةً لأولئك الذين شغلوا مناصبهم الحالية لفترة طويلة. لذا من المفيد معرفة ما يقوله خبراء التوجيه المهني حول كيفية البدء في التفكير في التغيير المهني، والخطوات التي يجب اتخاذها لتحقيق ذلك:
في المتوسط، يقضي الإنسان حوالي ثلث حياته في العمل. وهذا وقت طويل جدًا لتقضيه وأنت غير سعيدة.
جاوبي نفسك بصدق إذا ما كان عملك يمنحك شعوراً بالرضا. كثير منا يعلم في قرارة نفسه أن شيئاً ما يجب أن يتغير، لكننا لا نعرف ما هو، ذلك بسبب انشغالنا في دورة الحياة وحاجتنا للعمل أو بسبب الاعتياد على ما نقوم به.
يبقى الكثير من الناس في وظائف لا يريدونها لأنهم لا يرون مخرجاً منها، فهم يؤمنون أنهم لا يستطيعون فعل أي شيء، ما يبقيهم عالقين في أوضاع كان عليهم مغادرتها منذ زمن.
حوّلي تفكيرك نحو الإمكانيات بدلاً من القيود، واسألي نفسك ما هي تلك الإمكانات. إن تغيير طريقة التفكير لا تعني فقط النظر إلى الجانب الإيجابي، بل تعني الاعتراف بأنك تملكين القدرة على اتخاذ خطوات تقربك من هدفك، رغم الأمور الخارجة عن إرادتك.
أن تأخذي قراراً واعياً بالتغيير هو الخطوة الأولى والأهم نحو تغيير مهنتك، ومن المهم أيضًا الاعتراف بأن التغيير يصطحب معه الخوف وعدم الأمان. ولكن إذا كنت تدركين في أعماقك بأنك مستعدة لتجربة جديدة، فذلك سيساعدك على تجاوز قلق المجهول.
قد يكون التفكير في تغيير المجال المهني أمراً مرهقاً. لذا اُكتبي قائمة بالمهارات التي يمكنك الاستفادة منها في مجالات أخرى، مثل القدرة على حل المشكلات، الإرشاد، التواصل، وغيرها. ثم، حدّدي بالتفصيل كيف استخدمت هذه المهارات في الماضي، إن ذلك سيساعدك على التميز عن الآخرين.
حدّدي أولوياتك في بيئة العمل، قد تكون المرونة في أوقات العمل أو راتب أفضل ومزايا أحسن أو بيئة عمل جماعية. وتذكّري أنك لا تستطيعين الحصول على كل شيء، لذا قرّري ما هي الأمور التي لا مساومة فيها.
إن طلب المساعدة ليس فشلًا، بل هو في الواقع علامة على النجاح. في حين أننا نحتاج إلى مرشدين لمساعدتنا في تحديد الطريق، إلّا أنهم لن يعرفوا حاجاتنا ما لم نطلبها بالتحديد. إن مجرد طلب الدعم من عائلتك وأصدقائك في تغيير مسارك المهني قد يساعدك كثيراً في التغلب على خوفك من اتخاذ القرار الخاطئ.
ابحثي كذلك عن أشخاص يمكنهم مساعدتك، وإن لم يكن لديك معارف في هذا المجال، فكّري في الانضمام إلى منظمات مهنية قد تساعدك على الوصول إلى هدفك.
أخيرًا، اعلمي أن التغيير يستغرق وقتًا، وأن مجرد اتخاذ القرار بالتغيير هو خطوة كبيرة. لذا من المهم أن تتحلي بالصبر وأن تعطي ذاتك الوقت والثقة. وإن لم تجدي الوظيفة المثالية على الفور، فلا بأس في ذلك.
إن مقاربة أي موضوع جديد بعقلية سلبية أو مشككة، يؤدي إلى تفكير سلبي. فالتغيير يتطلب جهداً كبيراً، ويجب علينا أن نقدّر هذا الجهد في أنفسنا.