في وقت بدأت فيه الصورة المثالية تفقد بريقها، يبدو أن عالم المؤثرين يوشك على الانتهاء؛ ما يدفع للتساؤل بشأن شكل المشاهير في المستقبل.
لقد غيّر صعود "المؤثرين" شكل ثقافة الشهرة إلى الأبد، ورغم أن المصطلح لم يدخل القواميس الرسمية إلا العام 2019، فإن جذوره ضاربة في القدم، تعود إلى العصور الرومانية حين كان المصارعون يروجون للمنتجات!
ويُقال إن إليانور روزفلت، السيدة الأمريكية الأولى سابقا، كانت أول "مؤثرة إعلامية" حقيقية بفضل حضورها الموثوق وانتشارها الإعلامي.
ثم جاءت موجة "الأمهات المدونات" مع بداية الإنترنت، وهن من مهدن الطريق لقوانين الإفصاح عن المنشورات الدعائية على مواقع التواصل.
لكن مع طوفان المؤثرين اليوم، ومع هذا الزخم الهائل من الصور والإعلانات المموّلة… هل ما زال الجمهور مهتما؟
توقع الخبراء، بالاستعانة بالذكاء الاصطناعي، ملامح الشهرة في المستقبل، استناداً إلى تحوّلات العقود الخمسة الماضية.
أما السنوات القادمة، فتشير التنبؤات إلى سبعة أنماط جديدة ستحتل صدارة المشهد:
مع تراجع الثقة في الإعلام التقليدي وفي المؤثرين أنفسهم، يتجه الجمهور نحو الأصالة والمعرفة العميقة.
الشهرة لم تعد عن الشكل، بل عن القيمة، العلماء، التربويون، والمفكرون القادرون على تبسيط المفاهيم المعقدة هم الوجوه القادمة للضوء.
في عالم يغرق في المحتوى الموحد، يعود الضوء للتراث المحلي، واللغات الأصلية، والعادات التقليدية.
من يستطيع إيصال هذه الكنوز بثقة وصدق إلى جمهور عالمي، سيحصد شهرة متفردة، مبنية على الأصالة لا العرض.
نعم، هذا حقيقي! مثل "ليلك ميكيلا" المؤثرة الافتراضية ذات الملايين، يقترب زمن تقوده شخصيات رقمية لا تتقدم في العمر، متاحة دائما، وآمنة للعلامات التجارية.
هذا النوع من الشهرة يروق للشركات، وقد يكون موجة المستقبل.
في عالم يبحث عن المعنى، تبرز نماذج لم تسْعَ للشهرة، بل أحدثت أثرا.
من ملالا يوسفزاي إلى غريتا تونبرغ، هؤلاء هم من ألهموا الجمهور، لا لأنهم مثاليون، بل لأن رسائلهم كانت صادقة ومؤثرة.
في زمن تفتت الانتباه الرقمي، لم تعد الشهرة تتطلب ملايين المتابعين.
يكفي أن تكون نجما في مجتمعك المصغر على تيك توك أو ديسكورد لتصنع تأثيرا ملموسا، دون أن يعرفك أحد خارج هذا العالم.
الشهرة المقبلة لا تطلب الكمال، بل الإنسانية، الصدق، مشاركة الواقع، التفاعل الحقيقي، كلها صفات لصانعي محتوى لا يخفون عيوبهم، بل يجعلون منها جسور تواصل مع جمهورهم.
هؤلاء هم من يمزجون بين الفن والتقنية والحركة والموسيقى والمعرفة، ليقدموا محتوى غامرا ومؤثرا. ليسوا فقط منشئي محتوى، بل نَسَغ ثقافي ينبض بالحياة، ويستحق المتابعة.
كل هذه التوقعات تعكس لحظة ما بعد المؤثرين، لحظة التخمة الرقمية، والرغبة العميقة في الصدق والمعنى والاتصال الحقيقي.
وأنتِ… أي من هذه الشخصيات ترينها الأقرب لأن تتصدّر الشهرة مستقبلا؟ وهل ترين أننا فعلا على مشارف نهاية عصر المؤثرين؟