header-banner
تطوير الذات

التسويف.. لماذا نؤجّل الأشياء المهمة؟ وكيف نبدأ الآن؟

تطوير الذات
إيمان بونقطة
10 مايو 2025,9:00 ص

كلّنا فعلناها يومًا: أغلقنا الحاسوب قبل إنهاء المهمة، قلنا لأنفسنا "غدًا"، تجاهلنا رسالة، أو أجلنا موعدًا نعرف تمامًا أنه لا يحتمل التأجيل.

ليس لأننا لا نعرف أهميته، بل لأننا ببساطة... لا نريد مواجهته الآن.

هذا هو التسويف: ذاك العدوّ الهادئ الذي يتسلل ببطء، ويبدو أحيانًا كراحة مؤقتة، لكنه يسحبنا تدريجيًا نحو التوتر والندم والضغط.

لماذا نُسوّف فعلًا؟

b810fc16-13c6-40c6-8f6f-a2f883501c05

التسويف ليس كسلًا بالضرورة، بل هو غالبًا آلية نفسية معقّدة لها أسباب أعمق مما نظن:

الخوف من الفشل

نؤجل المهام خوفًا من ألّا نُنجزها كما ينبغي.

الكمالية الزائدة

ننتظر "الوقت المثالي" أو "المزاج المناسب"، والذي نادرًا ما يأتي.

ضعف الربط العاطفي مع المهمة

لا نشعر بتحفيز داخلي تجاه ما يجب فعله.

تشتيت الانتباه

بيئة مليئة بالمشتتات تجعل التركيز مهمة شاقة.

التعب أو الإرهاق العاطفي

في كثير من الأحيان، نؤجل ببساطة لأننا منهكون نفسيًا.

ماذا يحدث عندما نؤجل الأمور المهمة؟

قد يبدو الأمر بسيطًا في لحظته، لكن تراكم المهام يولّد:

والمفارقة أننا كلما أجّلنا، زادت المهمة تعقيدًا في أذهاننا، وكلما زادت تعقيدًا، زاد احتمال أن نؤجّلها من جديد.

أخبار ذات صلة

المرونة العاطفية والنفسية.. هكذا ننهض من قلب العاصفة

كيف نكسر دائرة التسويف؟

إليك بعض الخطوات لكسر دائرة التسويف وإنجاز أعمالك:

1. ابدأ بخطوة صغيرة جدًا

المهمة الكبيرة مرهقة ذهنيًا، اجعلها صغيرة بشكل لا يمكن رفضه: دقيقة واحدة للكتابة، خمس دقائق لتنظيم الملفات، اتصال واحد فقط اليوم... ما إن تبدأ، سيتبعك الحماس تدريجيًا.

2. افصل بين التفكير والتنفيذ

لا تنتظر أن "تشعر بالرغبة" لتبدأ، بل اعتمد على الروتين، لا تترك للمزاج القرار، ضع جدولًا واضحًا، وابدأ كأنك تنفّذ دون تفاوض.

3. حدد سبب التسويف بدقة

هل تؤجل لأنك لا تحب المهمة؟ أم لأنك لا تفهمها؟ أم لأنك خائف من النتيجة؟ معرفة السبب يساعد على معالجة الجذر بدل الدوران حول العَرَض.

4. استخدم تقنية المؤقت (Pomodoro)

اضبط مؤقتًا لـ25 دقيقة عمل ثم 5 دقائق راحة، كرّر الدورة، هذه التقنية تساعد على كسر الشعور بثقل الوقت.

5. غيّر البيئة

التسويف غالبًا مرتبط بالمشتتات: الهاتف، والضوضاء، والفوضى. أعد ضبط المساحة المحيطة لتدعم تركيزك لا تعرقله.

6. كافئ نفسك

كل إنجاز يستحق لحظة فرح، ولو بسيطة، مكافأة صغيرة تعزز الارتباط الإيجابي بالفعل.

ماذا عن التسويف في المهام الشخصية؟

الأمر لا يقتصر على العمل، نؤجل قرارات الحياة، والاعترافات، واللقاءات المهمة، وحتى العناية بأنفسنا.

وكل مرة نقول "لاحقًا"، نخسر فرصة للنمو أو للراحة أو للتغيير، لا تنتظر الظرف المثالي، افعل القليل الآن، واسمح للزمن أن يكمل الباقي معك.

 

التسويف لا يعني أنك غير منجز... بل يعني أنك بحاجة إلى فهم نفسك أكثر.

حين نفهم لماذا نؤجّل، نصبح أقدر على التقدّم، وكل خطوة صغيرة في اتجاه الإنجاز، حتى لو بدت تافهة، هي انتصار على ذاك الصوت الداخلي الذي يهمس لنا "ليس الآن".

أخبار ذات صلة

الإرهاق العاطفي.. عندما تشعر بفقدان السيطرة

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo