header-banner
امرأة حزينة

رحلة التعافي من "إرضاء الآخرين": كيف تصبح أولويتك نفسك؟

تطوير الذات
إيمان بونقطة
12 مايو 2025,9:00 ص

كثيرون يربطون "إرضاء الآخرين" باللطف والتعاون وحسن النية، لكن ما لا يُقال كثيرا هو الوجه الخفي لهذا السلوك، حين يتحوّل من رغبة في الانسجام إلى حاجة مُلحّة للقبول الخارجي، حتى لو جاء ذلك على حساب الذات.

بعض الأشخاص يقضون سنوات في دوّامة لا تنتهي من محاولة تلبية توقّعات الجميع، يخافون من خيبة أمل أحد، ويشعرون بالذنب إن قالوا "لا"، ويُنهكون أنفسهم في علاقات غير متوازنة.

في هذا المقال، نستعرض معا علامات هذه الحالة، وكيف يمكن التحرّر منها تدريجيا، لتكون الأولوية لنفسك.

من أين يبدأ إرضاء الآخرين؟

5f91e5c7-9a31-4c85-9f24-ea4c568c6814

غالبا ما تنشأ عادة إرضاء الآخرين في الطفولة، حين يرتبط الحب أو القبول من الأهل بالسلوك "الجيد" أو المطيع، أو عندما يُكافأ الطفل على تجاهل رغباته لإرضاء الكبار.

هذا التعلّم المبكر يزرع بذرة مفادها: "أنا محبوب فقط إذا كنت مرضيا". ومع الوقت، يُعاد تكرار النمط في المدرسة، العمل، والعلاقات العاطفية والاجتماعية.

علامات أنك تُرضي الآخرين على حساب نفسك

  • تجد صعوبة في قول "لا"، حتى عندما تكون مرهقا أو غير مقتنع.
  • تقلق بشكل مفرط من آراء الآخرين، وتعيد التفكير في كل تصرف قلته أو فعلته.
  • تتجنب المواجهات مهما كانت بسيطة، خوفا من الرفض أو الغضب.
  • تشعر بأن قيمتك ترتبط بما تقدّمه للآخرين، لا بما أنت عليه فعلا.
  • تميل للاعتذار حتى دون سبب واضح، وتحاول تصحيح أي موقف ولو لم تكن مخطئا.

ماذا يحدث لك حين تعيش لإرضاء الجميع؟

هذا النمط من السلوك يستنزف الطاقة النفسية والجسدية. تبدأ بتجاهل احتياجاتك، وتتراكم داخلك مشاعر الاستياء والتعب والخوف من الرفض.

وفي كثير من الأحيان، لا يُقابل هذا الجهد بالتقدير الكافي، ما يخلق فجوة بين ما تقدّمه وما تتلقاه، ويؤدي إلى الشعور بالنقص أو فقدان الهوية.

أخبار ذات صلة

فن الإصغاء إلى الذات في زمن ضجيج الحياة والآراء

خطوات عملية للخروج من الدائرة

إليك بعض الخطوات العملية للخروج من دائرة إرضاء الآخرين، وجعل نفسك أولوية:

راقب نفسك بصدق

ابدأ بملاحظة الأوقات التي تقول فيها "نعم" بينما رغبتك الحقيقية هي "لا". دَوِّن المواقف المتكررة التي تشعر فيها بأنك تتنازل عن نفسك.

درّب نفسك على قول "لا" بلطف

"لا أستطيع هذه المرة"، "أحتاج بعض الوقت لنفسي"، جُمل بسيطة لكنها تُعيد ضبط الحدود بهدوء ومن دون مواجهة.

تقبّل الشعور بالذنب المؤقت

في البداية، قد تشعر بالذنب عند وضع حدود، وهذا طبيعي. لكن تذكّر أن مشاعرك لا تعني أنك تقوم بشيء خاطئ.

اسأل نفسك: ما الذي أريده أنا؟

قبل الموافقة على أي طلب أو قرار، توقف واسأل: هل هذا يناسبني؟ هل أرغب فيه؟ درّب نفسك على الرجوع إلى ذاتك أولًا.

قلّل من الوقت مع من يستنزفك

العلاقات التي تعتمد على استجابتك الدائمة دون مقابل، ليست صحية. راجع دوائرك الاجتماعية، وضع حدودا واضحة.

استبدل الإرضاء بالصدق

ليس المطلوب أن تكون قاسيا أو أنانيا، بل أن تكون صادقا مع نفسك والآخرين. العلاقات المتوازنة تحتمل الحقيقة، والرفض، والمسافة الآمنة.

حين تصبح أولويتك… أنت

التحوّل من إرضاء الآخرين إلى احترام الذات لا يحدث بين ليلة وضحاها. هو تدريب مستمر يتطلّب وعيا، وصبرا، وجرأة. لكن ما ينتظرك على الجانب الآخر يستحق: علاقات أكثر صدقا، طاقة داخلية متجددة، وشعور متين بالقيمة الذاتية لا يعتمد على رضا الآخرين.

 

أن تضع نفسك في المقدّمة لا يعني أن تكون أنانيا، بل أن تكون منصفا. الرحلة نحو التعافي من إرضاء الآخرين تبدأ بخطوة صغيرة: أن تستمع لصوتك الداخلي، وتثق أنه جدير بالاتباع.

أخبار ذات صلة

يجب أن تبدأ بتعزيز قيمتك الذاتية قبل كل شيء

 

google-banner
footer-banner
foochia-logo