غالبًا ما نضع لأنفسنا قواعد مالية بسيطة نلتزم بها دون تفكير: كأن نخصص ميزانية لشراء الملابس، أو نتجاهل أسعار الأطباق حين نخرج للعشاء، أو نحرص على ادخار جزء ثابت من دخلنا كل شهر.
راميت سيثي، الكاتب والمستشار المالي الشهير، معروف بمواقفه الواضحة والصريحة حين يتناول شؤون المال، لا سيما ما يسميه "قواعده المالية" – وهي مبادئ شخصية وضعها لنفسه، تمنحه شعورًا بالطمأنينة، وتساعده على تنمية ثروته بثبات.
في هذا المقال، نستعرض 10 من أبرز هذه القواعد التي يعتمدها سيثي في حياته، كما أوردها موقع Nasdaq. ورغم أنها لا تناسب بالضرورة كل شخص – فليس الجميع قادرًا مثلًا على شراء منزل نقدًا – إلا أنها تشكّل نقطة انطلاق ملهمة لوضع قواعدك الخاصة، وفق أسلوب حياتك واحتياجاتك.
يعترف سيثي أنه من القلائل الذين ينصحون بخطوة متطرفة مثل هذه — أو يمكن أن نسميها شديدة التحفظ. معظم خبراء المال يوصون بصندوق طوارئ يغطي من 3 إلى 6 أشهر من النفقات.
وفقًا لإحصاءات مكتب العمل الأميركي، أنفق الأميركيون في العام 2022 حوالي 73,000 دولار، بزيادة قدرها 9% تقريبًا عن العام السابق. وإن كان جمع مبلغ كهذا يبدو مهمة صعبة، يمكنك البدء تدريجيًا.
ويقول سيثي: "إذا حدث أمر سيئ فعلًا، سوف أكون جاهزًا بسيولة إضافية لأتجاوز الأزمة".
هذه القاعدة من "10 قواعد مالية لبناء ثروة تغير حياتك" تعطيك نوعًا من راحة البال لا تُقدّر بثمن.
يقول سيثي إنه يدّخر 10% ويستثمر 20% من دخله الإجمالي كحد أدنى. وفي كتابه "سأعلمك كيف تصبح غنيًا"، أوصى بادخار 5% إلى 10%، واستثمار 5% إلى 10% ضمن خطة الإنفاق الواعي (وهي ميزانية، ولكن باسم ألطف!).
لكن لماذا تختلف قواعده الآن؟ ببساطة؛ لأنه يرى أنه كلما زاد دخلك، ينبغي أن تزيد نسبة ما تدّخره وتستثمره. لو كنت تتبع قاعدة 50/30/20 المعروفة، فإن 50% من دخلك تذهب للنفقات الأساسية، و30% للنفقات الترفيهية، و20% للادخار. طريقة تقسيم هذا الجزء بين صندوق الطوارئ، والادخار العام، والاستثمار، هي قرار شخصي.
هذه واحدة من 10 قواعد مالية لبناء ثروة تغير حياتك، والتي تُظهر أن النجاح المالي لا يأتي من الثبات على نسبة واحدة، بل من التكيّف مع تطوّر دخلك.
من قواعد سيثي المهمة أن يكون لديك ما يكفي من المال لتدفع نقدًا في المصاريف الكبيرة، مثل الزواج أو شراء بيت. ولهذا السبب، اعتمد هو وزوجته سياسة "لا ديون" في منزلهما. ويقول إنه بدأ بالادخار لزواجه قبل أن يقابل شريكة حياته أصلًا!
لماذا كل هذا الصرامة؟ لأنه، كما يقول، "لا أريد أن تكون التكلفة هي السبب الأول لاتخاذ القرار، ولا الثاني، ولا حتى الخامس".
تُظهر هذه القاعدة كيف يمكن للاستعداد المالي أن يمنحك حرية القرار بلا قلق.
هذه القاعدة تنبع من قيم سيثي الشخصية: هناك أشياء يعتبرها مهمة لدرجة أنه لا يريد أن يضيّع وقتًا أو طاقة عقلية في التفكير في أسعارها.
إذا رأى كتابًا قد يكون مهتمًا بقراءته، يشتريه فورًا. لا يتردد في طلب المقبلات في المطعم، ولا يراجع حساباته عندما يتبرع لجمعية خيرية.
ابحث في حياتك عن تلك المساحة التي تُعطي فيها لنفسك الإذن بالإنفاق بحرية. ربما تكون هواية تحبها، أو شراء الهدايا للآخرين، أو التبرع لمؤسسة خيرية.
تُعد هذه واحدة من أكثر 10 قواعد مالية لبناء ثروة تغير حياتك إنسانية ومرونةً.
قد تقول: "محظوظ يا راميت!"، لكن هذه قاعدة تسهّل عليه حياته. يعرف أنه سيكون مرتاحًا خلال الرحلة، وهذه القاعدة تساعده في تجنّب التردد العقلي الذي يصاحب القرارات المالية اليومية.
ليس المطلوب أن تفعلها الآن، لكن الفكرة أن تضع لنفسك قاعدة واضحة لما هو مريح لك وتلتزم بها.
سواء كان الأمر يتعلق بالملابس أو الهواتف أو السيارات، سيثي لا يمانع في دفع المزيد مقابل الجودة العالية. بل يفضّل إصلاح حذاء جيد بدلًا من شراء آخر جديد.
يقول: "لا يمكننا شراء الأفضل في كل شيء، لكن يمكننا تحديد مجالين أو ثلاثة في حياتنا نوليها اهتمامًا، ونشتري الأفضل فيها. والأهم أننا نحتفظ بهذه الأشياء لفترة طويلة".
وهذه واحدة من 10 قواعد مالية لبناء ثروة تغير حياتك التي تدعوك إلى تبني الاستدامة بدلًا من الاستهلاك اللحظي.
سيثي يوظّف مدربًا شخصيًا، ولا يضيع وقته في حساب تكلفة التمارين الرياضية عليه سنويًا. كما يمنح نفسه الحرية في الإنفاق على التعليم، سواء كان ذلك من خلال دورة، أو مرشد، أو فصل دراسي، أو ندوة.
يقول: "أريد أن أُطور نفسي... وأريد أن أتعلم كيف يفعل الآخرون ذلك". إذا كنت تحب فكرة الاستثمار في صحتك وتطويرك المهني، فقد تجد في هذه القاعدة ما يلهمك.
هذه قاعدة نتمنى جميعًا أن نعيش بها، أليس كذلك؟ من لا يريد أن يستمتع بمن يعمل معهم يوميًا؟ بما أن سيثي يدير شركته الخاصة، فهو يختار الأشخاص الذين يتعاون معهم.
يقول: "لا أريد أن أكون تعيسًا في العمل. إنه المكان الذي أقضي فيه الكثير من وقتي. ولن أبقى في وظيفة لمجرد المال إذا لم أحب وأحترم من أعمل معهم".
وهذا من 10 قواعد مالية لبناء ثروة تغير حياتك وتمنحك حرية اختيار بيئة العمل التي تُناسبك.
عندما تُنظم إنفاقك وتُدير أموالك كآلة تعمل بسلاسة، اتركها وشأنها. سيثي وضع لنفسه قاعدة تشجّعه على عيش "حياته الغنية" خارج جدول البيانات.
كن محددًا بشأن أهدافك لحياتك الغنية، وتخيّل كيف تبدو هذه الحياة خارج الأوراق والأرقام.
"الشخص الذي تتزوجه هو أحد أهم القرارات المالية في حياتك"، كما يقول سيثي. فهذه الشراكة تؤثر على كل شيء: مكان سكنك، مدخراتك، مسارك المهني، تقاعدك، نظامك الغذائي، وبالطبع عائلتك.
اختَر شخصًا تتوافق قيمه مع قيمك، فهذا سيؤثر على كل قرار مالي مشترك لاحقًا.
وقبل أن تحكم على هذه القواعد، اعلم أن سيثي يعترف بأن هذه "قواعده الخاصة"، وليست قواعد عامة للجميع.
بل إنه يقول إنه في مرحلة معينة، ينبغي لقواعدك المالية أن تبدو غريبة أو حتى مضحكة للآخرين لأنها تعني أنها صُمّمت خصيصًا لك.