يُعدّ "النوم المستقل" من أكثر الموضوعات التي تُثير القلق لدى الأمهات، خاصة في السنوات الأولى من حياة الطفل.
ما هو العمر المناسب ليبدأ الطفل بالنوم في سريره؟ كيف يمكن للأم أن تفصل بين حاجات طفلها العاطفية وضرورات استقلاله؟ وهل من الطبيعي أن يرفض الطفل ذلك أو يبكي في البداية؟
في هذا المقال، نقدم لكِ كل ما تحتاجين معرفته عن النوم المستقل للأطفال: متى يبدأ، كيف يُطبق، ما هي فوائده، وأهم الأخطاء التي يجب تجنّبها.
لا يوجد عمر "واحد صحيح" يناسب جميع الأطفال، فالأمر يعتمد على شخصية الطفل، وبيئة الأسرة، واستعداد الأهل نفسيًا. لكن بشكل عام:
يستطيع معظم الأطفال النوم طوال الليل دون الحاجة إلى الرضاعة الليلية، وهنا يمكن بدء التدرّج في تعويدهم على النوم في سريرهم الخاص.
هي الفترة التي يوصي بها العديد من الخبراء للبدء الجاد في تعليم النوم المستقل، حيث يكون الطفل أكثر إدراكًا واستعدادًا للفصل التدريجي.
يصعب في بعض الحالات إقناع الطفل بالنوم منفردًا إذا لم يُعتَد على ذلك مسبقًا، إذ يصبح أكثر تعلقًا بعادات النوم القديمة.
إليك خطوات عملية وآمنة:
اجعلي طفلك يعتاد على سريره في النهار أولًا، من خلال اللعب أو القراءة فيه. ثم جربي جعله ينام فيه في بداية الليل، حتى لو عاد لاحقًا إلى سريرك.
حمّام دافئ، إضاءة خافتة، قصة قبل النوم، حضن وقبلة: روتين متكرر يجعل الطفل يشعر بالأمان، ويساعده على الارتباط الإيجابي بوقت النوم.
اسمحي لطفلك باختيار مفارش أو دمى يفضّلها، لتكون مرتبطة بسريره. وجود "غرض انتقال" مثل دمية أو بطانية محبوبة قد يساعده على التهدئة الذاتية.
اجلسي بجانب السرير في الليالي الأولى، ثم ابتعدي تدريجيًا في كل ليلة. الهدف أن يعتاد الطفل على وجودك دون أن يعتمد عليه.
إذا عاد الطفل إلى سريرك، أعيديه بلطف وثبات. البكاء أمر طبيعي في البداية، لكن التذبذب قد يربك الطفل ويزيد من مقاومته.
الرفض في البداية طبيعي، خاصة إذا اعتاد النوم مع أحد الوالدين. هنا بعض النصائح:
ليس بالضرورة. النوم المشترك له مزاياه في بعض الحالات، مثل الرضاعة الليلية، أو في الثقافات التي تدعمه. لكن الخبراء يوصون بالانتقال إلى النوم المستقل بعد عمر معين، لتفادي مشاكل التعلّق الزائد أو اضطرابات النوم لاحقًا.
يظن البعض أن النوم المستقل يعني "ترك الطفل يواجه الليل وحده"، بينما هو في الحقيقة تدريب على تهدئة الذات والنمو النفسي. عندما تمنحين طفلك الإحساس بالأمان والطمأنينة، حتى من بعيد، فإنك تساعدينه على بناء استقلالية متزنة، دون أن يشعر بأنه مُهمَل أو مرفوض.