في عالم تمتلئ شاشاته ورسائله بالصور المثالية للجسد، والعبارات التي تربط بين الشكل الخارجي والقيمة الشخصية، لا عجب أن يشعر الكثير من الأطفال بالارتباك أو الرفض تجاه أجسامهم.
وغالبًا ما يكون الوالدان "من دون قصد" أحد مصادر هذه الرسائل المؤذية، حتى وإن كان الهدف هو الدعم أو التشجيع.
فكيف يمكن الحديث عن جسم الطفل بطريقة لا تضر، بل تساعده على تقبّل ذاته وبناء علاقة صحية مع جسده؟
في مقال نُشر على موقع Psychology Today، تقدّم الاختصاصية النفسية كارولين كارول، المتخصصة في اضطرابات الأكل وصورة الجسد، إرشادات واضحة من خلال سنوات من الخبرة في علاج الأطفال والعائلات.
بدلًا من التركيز على مظهر الجسم، شجّعي طفلك على ملاحظة قدراته البدنية:
هذا الأسلوب يعزز من ثقة الطفل بجسده كأداة فعّالة، وليس كصورة تحتاج للتحسين.
حتى العبارات ذات النية الطيبة مثل "أنتِ نحيفة جدًا" أو "أظن أن هذا يكفي من الطعام"، قد تؤدي إلى نتائج عكسية.
فالأولى تعزز أن النحافة هدف، والثانية تشكك في قدرة الطفل على فهم إشارات الجوع والشبع.
اسألي نفسك دومًا:
هل كنتِ ستقبلين أن تُقال لكِ هذه الجملة في سن طفلك؟
الأطفال يراقبونك ويتعلمون منك. حين يسمعونك تقولين "أنا سمينة" أو "يجب أن أحرق السعرات"، فأنت تنقلين لهم رسالة بأن الجسد مشروع دائم للتعديل.
استبدلي ذلك بعبارات محايدة ومحترمة مثل:
بدلًا من منعهم من مشاهدة الإعلانات أو المسلسلات، علميهم طرح الأسئلة:
هذه الأسئلة تعزز وعي الطفل وتحميه من الانسياق وراء المعايير الزائفة.
ابتعدي عن تصنيف الطعام بأنه "جيد" أو "سيئ". ركزي على العلاقة الطبيعية مع الأكل، واسألي أسئلة مثل:
اجعلي الأكل تجربة هادئة خالية من الشعور بالذنب أو العقاب.
النشاط الجسدي مفيد للعقل والجسم، لكنه لا يجب أن يرتبط بمكافأة أو عقوبة.
شجعي طفلك على الحركة لأنها ممتعة:
العبوا معًا لعبة الاختباء، أو مارسوا الرقص، أو السباحة. ادعميه في الرياضة من باب المتعة والتطور، وليس الحرق والتصحيح.
إذا قال طفلك: "أنا سمين" أو "أكره جسمي"، لا تقاطعيه مباشرة بعبارات النفي مثل "لا، لست كذلك".
بدلًا من ذلك، اسأليه:
هذا الحوار يساعد على اكتشاف المشاعر العميقة، ويوفر مساحة آمنة للتعبير.
حتى لو سبق لك قول أمور غير مناسبة، ليس الوقت متأخرًا لتغيير الطريقة.
صارحي طفلك:
الصدق في التغيير يعمق الثقة بينك وبين طفلك.
في بيئة مشحونة بالمقارنات والتوقعات، يحتاج الأطفال إلى مكان آمن لا يكون فيه الجسد موضع تقييم أو انتقاد. مكان يشعرون فيه بأنهم محبوبون ومحترمون، تمامًا كما هم.
لن يتذكر طفلك كل كلماتك، لكنه سيتذكر دائمًا كيف شعر معك.