header-banner
التأتأة عند الأطفال

التأتأة عند الأطفال..أهم ما يجب معرفته من الأخصائية سارة نعمة

أمومة
إيمان بونقطة
6 مايو 2025,8:00 ص

قد تكون لحظات التعبير الأولى عند الطفل مليئة بالتلعثم والتردد؛ ما يُربك الأهل ويطرح تساؤلات كثيرة: هل ما نسمعه مجرد تردد طبيعي في بداية المشوار اللغوي؟ أم أن التأتأة بدأت تُظهر على الطفل؟ 

في مثل هذه المواقف، تبرز أهمية التوجيه المهني والتشخيص السليم، وهو ما سلطت الضوء عليه الأخصائية في النطق واللغة سارة نعمة، في حوارها مع موقع "فوشيا" من خلال إجابات واضحة ومدروسة حول التأتأة عند الأطفال، وأهم ما يجب على الأهل معرفته لدعم طفلهم في هذه الرحلة.

أهم ما يجب معرفته عن التأتأة لدى الأطفال

Preview

ما العلامات المبكرة التي تشير إلى بداية التأتأة عند الأطفال؟

بحسب الأخصائية سارة نعمة، هناك مؤشرات واضحة تنذر ببداية التأتأة،

من أبرزها:

  • تكرار الأصوات في أول الكلمة، مثل: "ششششمس".
  • تكرار المقاطع أو الكلمات القصيرة، مثل: "أنا أنا أنا بدي آكل".
  • مدّ الصوت داخل الكلمة، كما في "سيااااارة".
  • الانقطاع المفاجئ بالكلام (blocking)، حيث يظهر الطفل وكأنه يحاول الكلام دون أن يخرج صوت.
  • توتر عضلي خارجي: مثل شد عضلات الوجه أو الرقبة، أو رمش العين بشكل مفرط.
  • تغيّرات في التنفس مثل التنفس غير المنتظم.
  • اختلاف مفاجئ في نبرة الصوت.
  • تفاقم الحالة عند الانفعال أو التعب. 

متى تكون التأتأة جزءًا طبيعيًا من نمو اللغة، ومتى تستدعي التدخل؟

تشير الأخصائية إلى أن التأتأة قد تكون طبيعية بين عمر السنتين والخمس سنوات، وهي مرحلة يمر فيها الطفل بتطور لغوي ملحوظ، يتضمن تعلم كلمات جديدة وبناء جمل أطول.

ولكن، إذا أصبحت التأتأة مستمرة ومعيقة للتواصل، ورافقها تكرار أو تعليق في الكلام بشكل يؤثر على إيصال الفكرة، عندها يجب استشارة أخصائي نطق ولغة للتشخيص والتوجيه.

ما الأسباب الشائعة لظهور التأتأة في مرحلة الطفولة؟

حددت الأخصائية سارة نعمة ثلاثة أسباب رئيسة:

  • أسباب وراثية أو عصبية: مثل وجود حالات تأتأة في العائلة، أو طبيعة عمل مناطق اللغة في الدماغ.
  • تطور لغوي سريع: حين يتعلّم الطفل كلمات كثيرة في وقت قصير، لكن قدرته على النطق لا تواكب هذا التقدم.
  • عوامل بيئية أو نفسية: مثل تعرض الطفل لضغط نفسي (سواء سلبي أو حتى إيجابي)؛ ما يساهم في ظهور التأتأة أو زيادتها.

أخبار ذات صلة

أخصائية نفسية لـ "فوشيا": قلق الأم يهدد نمو الطفل

كيف يؤثر أسلوب الأهل في التعامل مع التأتأة؟

تشدد نعمة على أن تعامل الأهل مع التأتأة يمكن أن يكون إما داعمًا أو مثبطًا.

تقول: لا يجب تصحيح الطفل أو مقاطعته أثناء الحديث. الأهم هو منحه الوقت الكافي، والتواصل معه بعينين هادئتين وابتسامة مشجعة.

وتضيف: ينبغي أن يخفض الأهل من سرعة كلامهم، ويُظهروا الاهتمام بما يقوله الطفل، لا بكيفية نطقه فقط. هذه الرسائل غير اللفظية تعزز ثقته بنفسه.

كما تشدد الأخصائية على أن طريقة تعامل الأهل لها تأثير بالغ، وإن لم يكونوا السبب في ظهور التأتأة. ومن أهم النصائح:

  • الصبر وعدم مقاطعة الطفل أثناء حديثه.
  • الإصغاء باهتمام والنظر إليه مباشرة أثناء التحدث.
  • تخفيف سرعة الحديث داخل المنزل، ليشعر الطفل براحة أكبر.
  • طمأنته بأن التأتأة أمر طبيعي ولا يدعو للخجل.
  • خلق بيئة داعمة وآمنة تشجعه على التعبير.

ما أبرز الأساليب المستخدمة لعلاج التأتأة؟

من البرامج الفعالة التي يتم اعتمادها في العلاج:

1. برنامج Lidcombe

هو برنامج علاجي سلوكي يُطبّق عادة مع الأطفال الصغار، ويقوم على مشاركة الأهل بشكل مباشر.

يعتمد على تعزيز الطلاقة من خلال مدح الطفل عندما يتحدث بطلاقة، وتشجيعه بشكل إيجابي، ومساعدته بلطف عند ظهور التأتأة.

يقوم الأهل بتطبيق التمارين في البيت تحت إشراف أخصائي النطق؛ ما يجعل العلاج جزءًا من الحياة اليومية للطفل، ويُشعره بالأمان والدعم.

2. تقنيات تشكيل الطلاقة (Fluency Shaping)

تهدف هذه التقنيات إلى تعليم الطفل طريقة جديدة للكلام تكون أكثر سلاسة وطلاقة، من خلال تدريبه على:

  • التنفس المنتظم
  • النطق البطيء والواضح
  • استخدام نبرة هادئة ومريحة

تساعد هذه الطريقة في تقليل فرص التأتأة من الأساس، من خلال تحسين نمط الكلام بشكل عام.

3. تعديل التأتأة (Stuttering Modification)

في هذا النوع من العلاج، لا يكون التركيز فقط على منع التأتأة، بل على مساعدة الطفل في التعامل معها عندما تحدث.

يتعلّم الطفل كيف يتجاوز لحظات التأتأة بهدوء، ويستخدم طرقًا لتخفيف التوتر المصاحب لها، مثل:

  • تقليل الجهد المبذول أثناء التأتأة
  • التحكم في اللحظات الصعبة بدلًا من الهروب منها

تهدف هذه الطريقة إلى تقليل القلق والخجل المرتبط بالتأتأة، وتمكين الطفل من الكلام بثقة حتى لو ظهرت التأتأة أحيانًا.

5ccd0333-3828-48d5-8e0e-a1db21b1b0f3

هل للعوامل النفسية مثل التوتر دور في تفاقم التأتأة؟

نعم، تؤكد الأخصائية أن القلق والتوتر لا يسببان التأتأة بشكل مباشر، لكنهما يفاقمان الأعراض ويجعلانها أكثر وضوحًا لدى الطفل.

وتقول سارة: التأتأة بحد ذاتها ليست ناتجة عن توتر نفسي، لكنها قد تزداد في المواقف التي تثير القلق عند الطفل، مثل التحدث أمام مجموعة أو الخوف من التعرض للتصحيح أو السخرية. لذلك، من المهم خلق بيئة آمنة تشجع الطفل على التعبير دون خوف أو ضغط.

ما الأخطاء التي يجب على الأهل والمعلمين تجنبها؟

من الأخطاء الشائعة:

  • مقاطعة الطفل أو إنهاء الجمل بدلاً عنه.
  • إظهار الاستعجال أو عدم الصبر.
  • التوبيخ أو الطلب منه أن "يتوقف عن التأتأة".
  • عدم التوجه لأخصائي لفهم الحالة والتعامل معها بوعي.

وتؤكد الأخصائية سارة على ضرورة العمل الجماعي بين الأهل والمعلمين والأخصائيين كفريق واحد لدعم الطفل ومساعدته على تجاوز هذا التحدي.

ما النصيحة الذهبية التي تقدمينها للأهل؟

التدخل المبكر هو المفتاح. على الأهل ألا يتأخروا في التواصل مع أخصائي النطق واللغة، والتعلم من خلاله كيفية دعم طفلهم، وفهم التأتأة كظاهرة يمكن التعامل معها بفعالية، دون شعور بالذنب أو التوتر.

 

التأتأة ليست نهاية الطريق، بل قد تكون بداية لاكتشاف المزيد عن طفلك، وعن طرق تعبيره واحتياجاته الخاصة. مع الصبر، والدعم، والتوجيه المهني، يستطيع الطفل أن يعبر عن نفسه بثقة، ويخوض تجربة النمو اللغوي بنجاح وأمان.

أخبار ذات صلة

أخصائية نفسية لـ"فوشيا": برامج المقالب وسيلة تدمر ما بناه الآباء

 

footer-banner
foochia-logo