غيّر المؤثرون على منصات التواصل الاجتماعي شكل وأساليب تسويق المنتجات والخدمات، حتى إن الشركات الكبرى باتت تعتمد عليهم بشكل ملحوظ، وأحيانًا بطرق غير مباشرة من خلال روتينهم اليومي.
فبدلًا من الإعلانات التقليدية، برز اليوم دور الشخصيات المؤثرة التي تشارك تفاصيل من حياتها اليومية أثناء استخدام منتجات معينة للترويج لها، وهو ما عزّز ثقة الجمهور بهذه المنتجات.
مع تزايد هذا التأثير، بدأ الجدل يطفو حول ما إذا كانت هذه العلاقة مجرد وسيلة تسويق فعّالة، أم أنها تتحوّل إلى شكل من أشكال الاستغلال العاطفي للمتابعين.
وفي هذا السياق، نشر الكاتب أليكس كانترويتز، المتخصص في مجال التكنولوجيا، مقالًا على موقع CMSWire ناقش فيه أن الاقتصاد القائم على المحتوى، الذي يشكّل المؤثرون جزءًا أساسيًا منه، قد لا يكون بالقدر من الشفافية الذي يظهر عليه.
ويوضح الكاتب أن الكثير من المحتوى الذي يقدمه المؤثرون يكون في الحقيقة مدفوع الأجر، ما يجعل الخط الفاصل بين التوصية الصادقة والإعلان المموّل غير واضح.
رغم عدم الشفافية، يشمل الروتين اليومي للمؤثرين التسويق الذكي، والناس تثق بتجارب الآخرين أكثر من ثقتها بالإعلانات الصريحة.
فعندما يشارك المؤثر تفاصيل استخدامه لمنتج معين ويشرح كيف أفاده في حياته، هذا يجعل المنتج يبدو جزءًا حقيقيًا من الواقع وليس مجرد سلعة.
هذا الأسلوب التسويقي يخاطب رغبة المستهلك في تبني نمط حياة معين أو حل مشكلة ما، وهو أقوى بكثير من مجرد عرض المنتج نفسه.
من ناحية أخرى، لا يمكن إنكار الجانب الاستغلالي في هذه العلاقة، إذ يبني المؤثرون رابطًا شخصيًا مع متابعيهم يجعل الأخيرين يشعرون وكأنهم جزء من دائرة أصدقائهم.
وعندما يروج المؤثر لمنتج ما، فإن ذلك يلامس مشاعر المتابع ورغبته في التشبه به أو الحصول على مستوى مماثل من السعادة والنجاح.
هذه العلاقة العاطفية تقلل من قدرة المتابع على التفكير النقدي قبل اتخاذ قرار الشراء، وقد تدفعه إلى اقتناء منتجات لا يحتاجها فعلًا أو لا تتناسب مع ميزانيته، لمجرد أنه رأى المؤثر يستخدمها.
المسألة ليست دائمًا سلبية أو قائمة على الاستغلال العاطفي، إذ يُعدّ الشراء من روتين المؤثرين اليومي أسلوبًا ذكيًا في التسويق. لكن نجاح هذا الأسلوب يعتمد على مدى شفافية المؤثر ووعي المتابع، فكلٌّ منهما يؤدي دورًا في تحديد ما إذا كانت التجربة تسويقية حقيقية ومفيدة، أم مجرد عملية تجارية تستغل المشاعر البشرية.