بفضل التطور المتسارع في مجال الذكاء الاصطناعي، وفرص كثيرة تلوح بالأفق للتطور والاستثمار لجميع الأشخاص بالعالم، يمثل هذا القطاع فرصة أيضا استثمارية تجتذب اهتمام الشخصيات الثرية حول العالم.
إذ ينظر الأثرياء إلى الذكاء الاصطناعي ليس فقط كأداة لتحسين الكفاءة والإنتاجية في مختلف الصناعات، بل كمحرك أساسي للابتكار وخلق قيمة جديدة. وتتنوع استراتيجياتهم الاستثمارية في هذا المجال الحيوي وطرق تفكيرهم.
فوفقا لمقال نشر على موقع Kiplinger حول الموضوع، أكد أن العائلات ذات الثروات الكبيرة فهمت منذ فترة طويلة قيمة الاستثمارات في الذكاء الاصطناعي.
وكان لدى هذه العائلات شعور متزايد بأن ثورة الذكاء الاصطناعي هي الفرصة الكبيرة التالية، على الرغم من أنها كانت مصحوبة بمخاطر كبيرة.
ويؤكد الموقع أنه من المتوقع أن يتجاوز الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك البرامج والأجهزة، 300 مليار دولار في عام 2026، أي أكثر من ضعف ما كان عليه في عام 2022، وفقا لشركة الأبحاث IDC.
نتيجة لهذه الفرص تعرف كيف سيستثمر الأثرياء في قطاع الذكاء الاصطناعي المزدهر:
بدأ الأثرياء يولون اهتماما خاصا بالشركات الناشئة التي تعمل على تطوير حلول مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي في مجالات متنوعة مثل الرعاية الصحية، والتكنولوجيا المالية، والتصنيع، والتعليم، والتسويق.
وغالبا ما يقدمون تمويلا أوليا أو استثماريا في مراحل مبكرة لهذه الشركات، مستفيدين من إمكانات النمو العالية التي قد تحققها هذه التقنيات الثورية.
بدلا من الاستثمار المباشر في شركة واحدة، قد يختار الأثرياء الاستثمار في صناديق رأس المال الاستثماري المتخصصة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وتوفر هذه الصناديق تنويعا للمخاطر من خلال الاستثمار في مجموعة متنوعة من الشركات الناشئة العاملة في هذا المجال.
كما أن مديري هذه الصناديق يتمتعون بخبرة متخصصة في تقييم واختيار الشركات الواعدة، مما يقلل من الجهد والمخاطرة على المستثمر الفردي.
لا يقتصر استثمار الأثرياء في الذكاء الاصطناعي على دعم شركات خارجية، بل يمتد ليشمل دمج هذه التقنيات في أعمالهم الخاصة.
سواء كانت لديهم شركات في قطاع التجزئة، أو العقارات، أو الخدمات المالية، فإنهم يسعون إلى الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة التشغيلية، وتخصيص تجربة العملاء، واتخاذ قرارات أكثر ذكاء بناء على تحليل البيانات الضخمة.
وقد يستخدمون الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات المبيعات والتنبؤ بالطلب، أو لتطوير أنظمة دعم العملاء الذكية، أو لتحسين عمليات التسويق واستهداف العملاء بشكل أفضل.
يتطلب تطوير وتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي بنية تحتية قوية تشمل مراكز البيانات، وأشباه الموصلات المتقدمة، وشبكات الاتصال فائقة السرعة.
ويدرك الأثرياء أهمية هذه البنية التحتية وقد يستثمرون فيها بشكل مباشر أو غير مباشر.
يمكن أن يشمل ذلك الاستثمار في شركات تصنيع الرقائق المتخصصة في الذكاء الاصطناعي، أو في شركات تطوير مراكز البيانات، أو حتى في تطوير بنية تحتية خاصة بهم لدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في أعمالهم.
ويعتبر هذا النوع من الاستثمار طويل الأجل ويدعم النمو الشامل لمنظومة الذكاء الاصطناعي.
يؤمن العديد من الأثرياء بأهمية البحث العلمي في دفع حدود المعرفة في مجال الذكاء الاصطناعي.
وقد يقدمون منحا مالية للجامعات والمؤسسات البحثية لدعم المشاريع التي تهدف إلى تطوير تقنيات جديدة أو فهم أعمق لقدرات الذكاء الاصطناعي وتأثيراته المحتملة.
يعتبر هذا النوع من الاستثمار بمثابة مساهمة في مستقبل التكنولوجيا وقد لا يحقق عوائد مالية مباشرة على المدى القصير، ولكنه يعكس رؤية بعيدة المدى وأهمية دعم الابتكار العلمي.
اهتمام الأثرياء بالاستثمار في الذكاء الاصطناعي بالتأكيد هو فرصة لهم بالمستقبل، ولإيمانهم العميق بالإمكانات الهائلة لهذه التكنولوجيا لتغيير العالم.
ومن خلال تنويع استثماراتهم، فإنهم لا يسعون فقط لتحقيق عوائد مالية مجزية، بل يسهمون أيضا في تسريع مجالات التطور التكنولوجي.