ربما تكون فكرتك عن الأثرياء أنها عبارة عن شراء العقارات الفاخرة، وتبدو فكرة استئجار هذه العقارات أمرا غير منطقي من قبل الأغنياء.
ولكن حتى بالنسبة لأصحاب الثروات الطائلة فإن هناك دوافع لهؤلاء الأفراد تجعل من الاستئجار خيارا جذابا، إن لم يكن مفضلا.
فبدلا من تحمل أعباء الملكية من ضرائب وصيانة وتقلبات في السوق، يجد الكثير من الأثرياء في الاستئجار حرية ومرونة أكبر، بالإضافة إلى إمكانية توجيه رؤوس أموالهم نحو استثمارات أخرى أكثر ربحية.
ووفقا لتقرير نشره موقع kiplinger المتخصص في الشؤون المالية الشخصية والاستثمار، يزداد اهتمام الأثرياء بالاستئجار.
ويشير التقرير إلى أن هذا الاتجاه مدفوع بعدة عوامل، بما في ذلك الرغبة في تحقيق مرونة أكبر.
إليك الأسباب التي تدفع الأثرياء للاستئجار بدلا من الشراء:
يتمتع الأفراد ذوو الثروات الكبيرة بأسلوب حياة ديناميكي يتطلب منهم التنقل بين المدن والدول بشكل متكرر.
ويوفر استئجار المنازل والقصور الفاخرة مرونة لا تضاهى، حيث يمكنهم الإقامة في مواقع متميزة لفترات محددة دون الالتزام طويل الأمد الذي تفرضه ملكية العقار.
هذه الحرية تسمح لهم بتجربة العيش في أماكن مختلفة واتخاذ قرارات سريعة بشأن تغيير مواقع إقامتهم وفقًا لظروف عملهم أو رغباتهم الشخصية.
يحمل شراء المنازل والقصور الفاخرة ملكية أعباء مالية وإدارية كبيرة تتجاوز مجرد سعر الشراء. تشمل هذه الأعباء الضرائب العقارية المرتفعة، وتكاليف الصيانة والإصلاح المستمرة، ورسوم التأمين، بالإضافة إلى الوقت والجهد اللازمين لإدارة العقار.
ويفضل الكثير من الأثرياء تجنب هذه المسؤوليات والتركيز على جوانب أخرى من حياتهم أو أعمالهم، حيث يوفر الاستئجار لهم راحة البال والتفرغ لأولوياتهم الأخرى.
يرى العديد من الأثرياء أن رؤوس أموالهم يمكن أن تحقق عوائد أعلى من خلال استثمارها في مجالات أخرى غير العقارات، مثل الأسهم أو الأعمال التجارية.
وبدلا من تجميد جزء كبير من ثروتهم في عقار واحد، يفضلون استئجار مكان إقامتهم واستخدام الأموال المتبقية في تنمية ثرواتهم من خلال استثمارات أكثر ربحية.
قرار استئجار الرفاهية بالنسبة للأثرياء ليس مجرد مسألة تتعلق بعدم القدرة على الشراء، بل هو خيار استراتيجي يعكس فهما مختلفا لأولوياتهم واحتياجاتهم.