في ظل أسلوب حياتنا والتطبيقات التي تضم تفاصيل حياتنا الصغيرة والكبيرة، لا بد أن نسأل أنفسنا هل حياتنا تحت المراقبة والتطبيقات تعرفنا أكثر من أنفسنا؟
فالتطبيقات أصبحت متاحة للتحليل من خلال الأجهزة التي نحملها، وكل تطبيق، وموقع نتصفحه، وكل خطوة نخطوها، تتحول إلى بيانات يتم جمعها بدقة.
هذه البيانات تشمل عادات نومنا، والأماكن التي نزورها، والمشتريات التي نفضلها، وحتى الأخبار التي تثير اهتمامنا.
ومع قدوم الذكاء الاصطناعي يبدو أن هذه السيطرة تتزايد على المعلومات الشخصية، وتمثل تحديا حقيقيا في العصر الرقمي.
وفقا لتقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، فإن شركات التكنولوجيا الكبرى تجمع كميات هائلة من البيانات عن كل مستخدم بهدف تحليل سلوكه.
وهذا التحليل يمكّنها من تقديم إعلانات مستهدفة ومحتوى مخصص، كما يساعدها على التنبؤ بقرارات المستخدم المستقبلية بناء على سلوكه الماضي والحالي.
وقد تعرفنا التطبيقات أكثر في جوانب معينة، وذلك من خلال عدة نقاط رئيسية:
تقوم التطبيقات بتحليل كل حركة من حركاتك بدقة متناهية، على سبيل المثال، إذا كنت تستخدم تطبيقا للياقة البدنية، فإنه يسجل عدد خطواتك اليومية، ومسافات الجري، وأنماط نومك.
وإذا كان الشخص يستخدم تطبيقات للتسوق، فإنه يعرف منتجاتك المفضلة، وأوقات تسوقك، وحتى المنتجات التي تضيفها إلى سلة المشتريات دون إتمام عملية الشراء.
هذه البيانات الدقيقة تبني صورة شاملة عن عاداتك اليومية وأسلوب حياتك، ربما تكون أنت نفسك لا تدركها بهذه الدقة.
بناء على هذا الكم الهائل من البيانات، يمكن للتطبيقات التنبؤ بما قد تحتاجه أو ترغب في شرائه مستقبلا.
فإذا كنت تبحث عن رحلات سفر، ستجد إعلانات عن فنادق وتذاكر طيران. وإذا كنت تشاهد فيديوهات عن الطهي، ستبدأ التطبيقات في عرض وصفات وأدوات مطبخ أمامك.
وهذه القدرة على التنبؤ لا تقتصر على الماديات فقط، بل تمتد إلى معرفة حالتك المزاجية من خلال منشوراتك أو المحتوى الذي تتفاعل معه، مما يتيح لهم تقديم محتوى يتناسب مع حالتك النفسية.
من خلال خوارزميات الذكاء الاصطناعي، تعرض لك التطبيقات المحتوى الذي يوافق اهتماماتك ومعتقداتك فقط.
وهذا التحكم في تدفق المعلومات والوصول للبيانات الشخصية يؤثر على طريقة تفكيرك ويشكل وجهة نظرك للعالم بناءً على ما يُقدم لك، مما يعكس قدرة هذه التطبيقات على التأثير في تكوين أفكار الشخص.
معرفة التطبيقات عن حياتنا ليست فقط هي المهمة، بل قدرة بعضها على على التأثير والتحكم بالقرارات، فالتطبيقات تجمع بيانات ضخمة وقد تستخدمها لتشكيل سلوك الأشخاص والتأثير بهم.