في عصرنا الحديث القائم على مشاركة التفاصيل اليومية والصور على وسائل التواصل الاجتماعي، أصبح من الضروري تعلم إتيكيت مشاركة الصور وكيفية التعامل معها بمسؤولية.
بينما أصبحت مشاركة الصور جزءًا من حياتنا اليومية، تتيح سهولة النقر والمشاركة أحيانًا نشر محتوى قد يتجاوز حدود الخصوصية. لذلك، من المهم معرفة الخط الفاصل بين الخصوصي والعام، وفهم كيفية احترام خصوصية الآخرين، وحماية بياناتنا الشخصية.
الأمر لا يتعلق فقط بما ننشر، بل أيضًا بكيفية تأثيره على الأفراد والعلاقات، سواء كانت شخصية أو مهنية. الهدف هو ضمان أن تكون بصمتنا الرقمية إيجابية ومسؤولة، تعكس وعيًا واحترامًا للآخرين ولأنفسنا.
تؤكد إميلي بوست، المؤلفة الأمريكية وخبيرة الإتيكيت، وصاحبة منصة "Emily Post" المتخصصة في قواعد الآداب الاجتماعية، أن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بمسؤولية أمر بالغ الأهمية، خاصة عندما يتعلق الأمر بالصور.
وتضيف "بوست" أن كل صورة يتم نشرها يجب التفكير بها بعناية، وكأنها وثيقة يمكن لأي شخص رؤيتها ونسخها ومشاركتها دون أن تتحكم بها بعد ذلك.
وبناءً على هذا المبدأ، يشمل إتيكيت نشر الصور على السوشال ميديا عدة قواعد مهمة تجب مراعاتها:
أهم قاعدة في إتيكيت مشاركة الصور هي احترام خصوصية الآخرين. قبل نشر أي صورة يظهر فيها أشخاص آخرون، يجب دائمًا الحصول على إذنهم المسبق. فهذا لا يعكس مجرد اللياقة، بل يُظهر احترامك لرغبتهم في عدم الظهور على الإنترنت.
قد تبدو الصورة عادية بالنسبة لك، لكنها بالنسبة لهم قد تكون خاصة جدًا أو لا يرغبون بأن تكون متاحة للجميع.
وتصبح هذه القاعدة أكثر أهمية عند التعامل مع صور الأطفال وأفراد العائلة، حيث تقع مسؤولية حماية خصوصيتهم على عاتقك.
قبل الضغط على زر النشر، يفضل أخذ لحظة قبل التفكير هل هذه الصورة قد تسبب حرجًا لأي شخص؟، أو هل تكشف عن معلومات حساسة مثل موقعك الحالي، أو أطفالك في أماكن خاصة، أو تفاصيل متعلقة بعملك؟
قد تبدو الصورة، اليوم، مناسبة، لكنها قد تتحول في المستقبل إلى مصدر إزعاج أو خطر. تذكّر أن كل صورة تنشرها هي جزء من بصمتك الرقمية التي تبقى متاحة لفترة طويلة.
يشمل إتيكيت مشاركة الصور على السوشال ميديا الذوق واللباقة، ويعني ذلك عدم نشر صور تُظهر أشخاصًا في مواقف محرجة، أو صور يمكن تفسيرها بطريقة سلبية.
حتى لو كانت النية حسنة، يبقى تأثير الصورة على الآخرين هو الأهم. لذلك، يجب تجنب أي صور قد تثير خلافات أو تعليقات سلبية، واختيار الصور التي تعكس لحظات إيجابية وتحتفي بالذكريات الجميلة من دون الإضرار بأي شخص.
نشر صور الأطفال يعد من أكثر الأمور حساسية على السوشال ميديا. قبل مشاركة أي صورة لطفلك أو لأي طفل آخر، اسأل نفسك: هل سيكون هذا الطفل راضيًا عن انتشار هذه الصورة عندما يكبر؟ وهل تكشف الصورة عن معلومات حساسة مثل موقع مدرسته أو الأماكن التي يرتادها؟
الأفضل دائمًا هو الحفاظ على خصوصية الأطفال قدر الإمكان، وتجنب نشر الصور التي قد تعرضهم للخطر أو تسبب لهم إزعاجًا في المستقبل.
إتيكيت مشاركة الصور على وسائل التواصل الاجتماعي يعني إيجاد توازن بين رغبتنا في المشاركة وواجبنا في احترام خصوصية الآخرين.
الخط الفاصل يبدأ عندما نضع في اعتبارنا مشاعر الآخرين وسلامتهم قبل رغبتنا في عرض لحظاتنا. فكل لحظة ننشرها يمكن أن تؤثر على الشخص نفسه في المستقبل، كما يمتد تأثيرها، أحيانًا، إلى الأطفال، مما يجعل الوعي والمسؤولية أساس أي مشاركة ناجحة.